الْمقَالة الأولى من الأخلاط قل مَتى كَانَ وجع الرَّأْس من أخلاط نِيَّة فَإِنَّهُ قد ينفع مِنْهُ الهدوء والتعصيب والأسخان المعتدل للرأس فَإِنَّهُ يسكن الوجع وينضج الأخلاط.
الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ فِي أوجاع الرَّأْس الشَّديد جدا إِذا كَانَ الْعلَّة بِدَم وبخارات وَالْقُوَّة القوية فَيَنْبَغِي أَن يفصد وَيُطلق الدَّم إِلَى أَن يحصل الغشي ثمَّ أقبل على دلك الْأَطْرَاف وربطها وضع الْأَدْوِيَة الْحرَّة عَلَيْهَا.
من كتاب مَا بَال السهر الطَّوِيل يصدع لِأَنَّهُ يفْسد الهضم ويفع بخارات حارة وَالنَّوْم الطَّوِيل الرَّابِعَة من الْفُصُول الصداع قد يكون من حرارة جَدِيدَة تعْمل فِي مَادَّة غَلِيظَة تصعد إِلَى الرَّأْس وَتَكون من حرارة فَقَط بِلَا مَادَّة وَقد تكون من صفراء إِمَّا فِي الرَّأْس خَاصَّة وَإِمَّا فِي الْمعدة وَقد تكون من رطوبات مُشْتَركَة فِي الرَّأْس وَمن سدة فِيهِ أَو من ريَاح غَلِيظَة تتولد فِي الرَّأْس.
الْخَامِسَة من الْفُصُول من أَصَابَهُ وجع فِي مُؤخر الرَّأْس فَقطع عرق الجبين أَنْفَع بِهِ وَكَذَلِكَ ينْتَفع فِي وجع مقدم الرَّأْس بِإِخْرَاج الدَّم من مؤخره لِأَنَّهُ يجذب بالضد.
الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول من كَانَ بِهِ وجع فِي رَأسه من قبل ورم دموي أَو رطوبات غير نضيجة مجتمعة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ إِن سَأَلَ من أُذُنَيْهِ أَو مَنْخرَيْهِ دم أَو مُدَّة أَو مَاء وَسكن ذَلِك الوجع وانقضى أمره وَمن كَانَ صداعه من قبل ألف ريح غَلِيظَة أَو كَثْرَة الدَّم أَو من أجل مرّة صفراء يلذع الرَّأْس أَو من مزاج بَارِد فيرؤه يكون من أَسبَاب أخر من الكيموس وَقد يتَوَلَّد الصداع فِي قوم من شرب المَاء وخاصة إِذا كَانَ ماءا رديا لِأَن هَذَا المَاء يجمد قُوَّة