للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كل ثَلَاثَة أَيَّام ودلك المثانة ومرخها بالبنفسج وعصرها مِمَّا يمْنَع أَن يتَوَلَّد بهَا حَصَاة. ويبول الصَّبِي قَائِما فَإِنَّهُ أَجود وتضغط المثانة من أَسْفَل حَيْثُ الدرز يشال إِلَى فَوق نعما وَلَا يجب أَن يتْرك يعبث بهَا كثيرا وَلَا يدمن أَيْضا دلكه لِأَنَّهُ يسخن ويولد الْحَصَى على مَا ذكر أبقراط لَكِن مَتى بَال الطِّفْل عصر مثانته ويشيل درزه نعما من قُدَّام وأنفع فِي المَاء الْحَار فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وأدر بَوْله بِمَا ينقي مثانته من كَانَ أزب كثير الشّعْر ومفرط الْحَرَارَة فِي الْجِسْم أَن لم تكن كلاه وَاسِعَة المجاري تولد الْحَصَى فِيهَا كثيرا.

ابيذيميا قَالَ: فِي وَقت تولد الْحَصَى فِي الكلى تنالهم أوجاع صعبة وَفِي وَقت نفوذها تنالهم ماهو أصعب وَأَشد من ذَلِك فَأَما سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّهُم يَجدونَ ثقلاً فِي مَوَاضِع الكلى. قَالَ: وَقد يتَوَلَّد الْحَصَى من قُرُوح تكون فِي الكلى فَتَصِير فِيهَا مُدَّة وتغلظ حَتَّى تتحجر وعَلى حسب الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ يكون لون الرمل الَّذِي يثقل فِي الْبَوْل فَرُبمَا كَانَ رمادياً إِذا كَانَ وَرُبمَا كَانَ إِلَى الصُّفْرَة واصفر مشبعاً وَإِلَى الْحمرَة القانية. قَالَ: والكلى تجذب إِلَيْهَا مائية الدَّم فَإِذا اتسعت المجاري الَّتِي فِيهَا تجذب هَذِه المائية جذبت مَعَ ذَلِك شَيْئا لَهُ غلظ فَأَما إِذا سخن الْفضل فِي بطُون الكلى تحجر هَذَا أَيْضا ضرب من تكون الْحَصَى وَإِذا الزرق هَذَا الْفضل مرّة وَاحِدَة لم يزل يتَعَلَّق بِهِ مَا يجانسه ويتحجر حَتَّى يعظم فِي أَكْثَرهَا وَلَا عروقهم يَتَّسِع مِنْهُ هَذَا المجرى وَيصير الْبَوْل دموياً وَذَلِكَ أَنه ينفذ فِيهِ شَيْء كثير من مائيه الدمز قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى اسْتعْمل الْقَيْء أَو لطف التَّدْبِير والرياضة وإدرار الْبَوْل. قَالَ: الصّبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً مَا يكون فَإِذا اتّفق أَن يجْتَمع مِنْهُ شَيْء فِي المثانة لَا يخرج مرّة وَاحِدَة سهل بعد ذَلِك أَن يستوى بِهِ فِي جوانبه. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الأول فِي تولد الْحَصَى وَأما)

الْحَرَارَة فَيَكْفِي مِنْهَا الْمِقْدَار الْيَسِير إِذْ كَانَت الْحَصَى قد تتولد فِي مَاء الْحمام والحمات وَإِن كَانَت فاترة. قَالَ: وانعقاد الْحَصَى فِي المثانة تكون من بعد الْبَوْل وإنعقاده فِي الكلى يكون قبل الْبَوْل ويتولد فِي الصّبيان فِي المثانة وَفِي الكهول فِي الكلى إِن يكون ذَلِك لضعف حرارتهم ولقوة أخلاطهم وَالصبيان لقُوَّة حرارتهم تبعد تِلْكَ الْموَاد عَن بطُون كلاهم وَهِي رقيقَة فَإِذا بلغ المثانة بردت الأمعاء لِأَنَّهَا بَارِدَة عصبية غشائية وَلِأَن فِي جوفها فضاء كَبِير وَذَلِكَ يعين على بردهَا فتعقد هُنَاكَ وَلَعَلَّ هَذَا الْبَوْل فِي الصّبيان أَشد لزوجة لانطباقه بالحرارة لقُوَّة أفعالهم الطبيعية وَغلظ بَوْلهمْ وَسبب غلظ بَوْلهمْ كَثْرَة أكلهم وتخليطهم وحركتهم بعد الطَّعَام وَاللَّبن عون عَظِيم فِي ذَلِك وَهُوَ من أعون الْأَشْيَاء على تولد الْحَصَى وَلذَلِك يتَوَلَّد الْحَصَى فِيمَن يَأْكُل الْجُبْن من الرِّجَال فِي كلاه.

روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بوجع أَو غير وجع فَإِنَّهُ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي كلاه بعد زمن يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليتدارك بِشرب مَاء اللَّبن أَو بالمدرة للبول وَقلة التَّعَب لِأَن كثرته يُولد هَذَا الدَّاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>