ممتزجة أَو متعاقبة تَجِيء أحداهما فِي أثر الْأُخْرَى أَو وَاحِدَة مَعَ اثْنَتَيْنِ أَو مَعَ ثَلَاث تَمام الْقِسْمَة. وَالَّذِي يسْتَحق أَن يذكر من المركبات لتغير علاجها شطر الغب وَهِي غب ودائمة وغب وَربع وَنَحْو هَذَا فَأَما غير ذَلِك فَلَا.
قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا كَانَت أَسبَاب الْمَرَض قد بطلت فَلَيْسَ يُؤْخَذ مِنْهَا على مابه دَلِيل مثل حمى يَوْم من غضب وَإِذا كَانَ السَّبَب قَائِما لابثاً ويولد الْمَرَض فَخذ دَلِيل العلاج مِنْهُ وَمن الْمَرَض نَفسه أَيْضا كحميات العفن فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يبتدأ بمداواة العفن وَلَا تغفل أَيْضا تبريد الْحمى)
وتطفئتها فَأن كَانَت الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا العفن مُوَافقَة لتبريد الْحمى أَيْضا تغنمت ذَلِك وبادرت إِلَيْهِ وَإِن كَانَ مايداوى بِهِ ماقد استحكم وَفرغ من الْحمى يزِيد فِي السَّبَب فاستقص النّظر حِينَئِذٍ على هَذَا الْمِثَال. وَلَا تَخْلُو من هَذَا أما أَن تداوى الْحمى وتترك السَّبَب الْفَاعِل لَهَا نَاحيَة أَو تقطع السَّبَب وَلَا تبال بِنَفس الْحمى أَو تجْعَل أَكثر قصدك لأحد هذَيْن الغرضين وَلَا تغفل الْأُخَر وَالْأول من هَذِه الْأَقْسَام غير مَحْمُود لِأَنَّك مَتى كنت تداوي مَا يحدث من الْحمى دَائِما بأَشْيَاء تزيد فِي السَّبَب الْفَاعِل لَهَا لم يَنْقَطِع كَونهَا وَلم ينقص عظمها لِأَن كَونهَا أبدا تَابع للسبب وَأما الثَّانِي وَهُوَ أَن تقطع السَّبَب وتترك أَمر الْحمى فَأَنَّهُ نَاقص لَا يجوز اسْتِعْمَاله فِي كل مَكَان وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ بالحمى من الْعظم مَالا يُطيق العليل احْتِمَاله وَالصَّبْر عَلَيْهِ فَلَيْسَ يَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَال أَن تقصد لقطع السَّبَب بِمَا يزِيد فِي حر الْحمى وَلَا ينقص مِنْهُ الْبَتَّةَ وَإِلَّا أطفيت الْحمى والمحموم وَإِن كَانَ بالحمى من الضعْف مَالا يتخوف مَعهَا أَن يحل قُوَّة الْمَرِيض فِي الْمدَّة الَّتِي يقْصد فِيهَا لمقاومة السَّبَب فَلَيْسَ هَذَا هُنَا بناقص وَلَا مَكْرُوه وَأما الضَّرْب الثَّالِث وَهُوَ أَن تقصد قصد أعظمها وَلَا تفعل الْبَاقِي فَأَنَّهُ مَحْمُود فِي الْأَكْثَر ولاينبغي أَن تركب غَيره إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَفِي الْأَكْثَر تَجِد السَّبَب أقوى وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة بالحمى من الْعظم مَا إِن لم تقصد لدفعه أتلف الْمَرِيض فَفِي مثل هَذِه الْحَال فاقصد لتطفئة الْحَرَارَة وتبريدها ثمَّ أقصد بعد هَذَا لقطع السَّبَب الْفَاعِل لَهَا. وَخذ الْأَغْرَاض من هَذِه الثَّلَاثَة من الْقُوَّة والحمى وَالسَّبَب فالحمى تحْتَاج أَن تقلع وقلعها يكون بقلع السَّبَب وَالْقُوَّة تحْتَاج أَن تستبقى فَمَتَى رَأَيْت القوى تقاوم الْحمى قصدت لقلع السَّبَب وَمَتى رايت الْقُوَّة تقصر عَن ذَلِك قصدت لتقويتها أَولا ثمَّ عدت إِلَى قلع السَّبَب.
قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن تمْتَنع من الاستفراغ مَعَ ثبات الْقُوَّة وخاصة فِي الْحَيَّات القصيرة الْأَيَّام.
وَقَالَ: حمى دق وَحمى يَوْم مداواتها مداواة الْحمى نَفسهَا فَأَما حميات العفن فتخالط مداواة الْحمى نَفسهَا الْقَصْد لقلع السَّبَب الْفَاعِل.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute