(الغشي وعلاجه) (وَمَا ينذر بِهِ وَحفظ الْقُوَّة وعلامات صِحَة الْقُوَّة وضعفها اسْتَعِنْ بِبَاب الْقلب) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: فِي الغشي ضروب يكون من كَثْرَة خلط بَارِد وَمِنْه مَا يكون عَن الْمعدة وإعطاؤنا العليل فِي هَذِه الْعلَّة الطَّعَام وَالشرَاب لَيْسَ مداواة بِسَبَب الْخَلْط.
لي قد ذكر علاج هَذَا فِي بَاب الحميات الَّتِي مَعَ أَعْرَاض وَهِي الْحمى الَّتِي تبتدئ مَعَ خلط ني كثير فِي الْبدن فاقرأ ذَلِك الْبَاب فَإِن فِيهِ علاج ضَرْبَيْنِ من الغشي وَهَذِه جملَة مَا قَالَ هُنَاكَ أَعنِي فِي الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء.
قَالَ: من أَصَابَهُ غشي فاسقه شرابًا سريع النّفُوذ جدا وَذَلِكَ أَنَّك إِنَّمَا تُرِيدُ أَن ينفذ ذَلِك الْغذَاء الَّذِي تغذيه مَعَه سَرِيعا فِي الْبدن وَذَلِكَ يكون فِي الشَّرَاب الْأَصْفَر الرَّقِيق الْعَتِيق الريحاني الَّذِي إِذا ذقته وجدت حرارته تنفذ فِي بدنك سَرِيعا وَلَا يَنْبَغِي أَن تبلغ إِلَى أَن يصير مرا وخاصة غم كَانَ الغشي من الصَّفْرَاء فَإِن الشَّرَاب المر لَيْسَ يُولد الدَّم الْجيد فِي الْغَايَة وَلَا هُوَ جيد الْغذَاء وَلَا يستلذ فَيضر بالمعدة ويؤذيها. فأفضل أَنْوَاع الشَّرَاب للغشي مَا كَانَ فِي الأَصْل قَابِضا وَكَانَ لم يبْق فِيهِ من الْقَبْض شَيْء يحس بِهِ لعتقه وَكَانَت الْحَرَارَة فِيهِ ظَاهِرَة بَيِّنَة غَايَة الظُّهُور فَإِن هَذَا الشَّرَاب يفعل فِي هَؤُلَاءِ جَمِيع مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَذَلِكَ أَنه لذيذ الشَّرَاب سريع النّفُوذ. ٣ (حفظ الْقُوَّة) قَالَ: يَنْبَغِي أَن تحفظ جَوْهَر الرّوح وجوهر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة مَا أمكن بحالهما الطبيعية قَالَ: فَإِن سُقُوط الْقُوَّة يحدث من تَحْلِيل جَوْهَر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فِي الْأَمْرَاض المزمنة وَرُبمَا عرض لَهُ الذوبان فِي الْأَمْرَاض الحادة سَرِيعا. وَأما الرّوح فَإِنَّهُ يتَغَيَّر إِمَّا لأخلاط رَدِيئَة أَو فَسَاد الْهَوَاء أَو السمُوم أَو وجع أَو عوارض النَّفس أَو لِأَن جَوْهَر الرّوح يُكَلف جدا أَو لِأَن الْأَجْسَام المحيطة فِي التنفس بِهِ تسخف أَو من قبل امْتنَاع النَّفس أَو من قبل الْغذَاء. وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعنى بالهواء الْمُحِيط فِي كيفيته وبالغذاء إِذا أردْت أَن تحفظ الْقُوَّة ألف هـ سليمَة. واحفظ فَم الْمعدة فَإِنَّهُ يعرض من قبله الغشي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute