للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لي على قدر طول النّوبَة يكون زمَان الْمَرَض الكلى فِي الْأَكْثَر فَمَتَى رَأَيْت النّوبَة قَصِيرَة فَإِن جملَة أَوْقَات ذَلِك الْمَرَض يكون قَصِيرا على الْأَكْثَر إِلَّا أَن تحدث حَال أُخْرَى وبالضد وَإِن رَأَيْت وَقت النّوبَة أطول وأعسر كالابتداء والصعود فَإِن ذَلِك بِعَيْنِه يكون فِي وَقت الكلى فِي الْأَكْثَر أطول وأعسر.

الْحَرَكَة الَّتِي فِي الْغَايَة لَا تطول مدَّتهَا أَكثر من أَرْبَعَة أَيَّام وَالَّتِي تتحرك حَرَكَة دون هَذِه الْحَرَكَة فِي السرعة تَنْقَضِي فِي أُسْبُوع وعَلى قدر ضعف حَرَكَة الْحمى يتَأَخَّر وَيطول وَقتهَا.

لي وعَلى قدر تَأَخّر النضج فِي المَاء يطول الْوَقْت فِي الحميات السليمة أما غير السليمة فَلَيْسَ تَأَخّر النضج فِي المَاء دَلِيل على طول وَقتهَا بل إِن هَذَا الْمَرَض لَا يَسْتَوِي فِي أزمانه بل يقتل فِي بعض أوقاته.

مِثَال ذَلِك قَالَ: انْزِلْ إِنَّك رَأَيْت مَرِيضا عَلَامَات السَّلامَة فِيهِ قَوِيَّة وحماه تتحرك حَرَكَة سريعة)

فَبَال ألف هـ بولاً حسن اللَّوْن معتدل الغلظ أَقُول إِن الطَّبِيب يعلم أَن انْتِهَاء هَذَا الْمَرَض يكون فِي الرَّابِع وخاصة أَن ظَهرت فِي بَوْله غمامة طافية أَو مُتَعَلقَة وَأكْثر من ذَلِك إِن كَانَت راسبة.

وَانْزِلْ أَن مَرِيضا آخر حماه ضَعِيفَة الْحَرَكَة وبوله فِي أول يَوْم من مَرضه مائي إِن هَذَا الْمَرَض يطول إِلَّا أَنه لَا يُمكن فِي الْأَيَّام الأول من الْمَرَض تعرف مِقْدَار تطاوله وَلَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك حَاجَة ضَرُورِيَّة لِأَنَّك قد علمت أَنَّك تحْتَاج أَن تدبر العليل تَدْبِير من لَا يَأْتِيهِ البحران إِلَّا بعد أَيَّام كَثِيرَة فَإِن تفقدت بعد ذَلِك العلامات الَّتِي تظهر كلما مَضَت للْمَرِيض أَرْبَعَة أَيَّام قدرت أَن تتقدم فتعلم مَتى يكون مُنْتَهى الْمَرَض بِالْحَقِيقَةِ.

لي يَعْنِي عَلَامَات النضج فقد اسْتَفَدْت من هَذَا الْمِثَال أَن تعلم فِي الْيَوْم الأول مِقْدَار طول الْوَقْت الأول فِي الْمَرَض أَعنِي ابتداءه بحدس مقرب وَهَذِه الدّلَالَة فِي الْيَوْم الثَّانِي تكون أبين وَبعد أَن تميز أَكثر مِمَّا ميزت فِي الْيَوْم الأول وَذَلِكَ أَن الْحمى وَالْبَوْل أَن بقيا على حَالهمَا قدرت أَن تعلم أَن الْمَرَض لَا يَأْخُذ فِي الصعُود قبل السَّابِع فضلا عَن أَن تَقول أَنه لم يَأْخُذ فِي الصعُود بعد وَإِذا كَانَ الْمَرَض على هَذَا من الْحَال فوقت الِابْتِدَاء فِيهِ طَوِيل جدا. وَأما الْأَمْرَاض الحادة جدا فوقت الِابْتِدَاء فِيهَا قصير جدا وَذَلِكَ أَنَّك إِن رَأَيْت فِي أول يَوْم من الْمَرَض عَلامَة النضج قد ظَهرت فِي الْبَوْل فقد خرج ذَلِك الْمَرَض عَن حد الِابْتِدَاء حَتَّى يكَاد المتوهم أَن يتَوَهَّم أَنه لم يكن للمرض الِابْتِدَاء الْبَتَّةَ إِلَّا أَن هَذَا محَال لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يصير الْمَرَض إِلَى نِهَايَة دون أَن يكون الْمَرَض قد ابْتَدَأَ وتزيد إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَت هَذِه الْأَوْقَات قَصِيرَة حَتَّى أَن الْمَرَض يبلغ نهايته فِي الْيَوْم الأول فَلذَلِك لَيْسَ يَنْبَغِي لَك إِذا كَانَ الْمَرَض حاداً جدا أَن تطلب أَن تتقدم وَتعلم مَتى يكون انْقِضَاء ابْتِدَائه لَكِن ترْضى بِأَن تعرفه فِي حَال ظُهُوره ثمَّ تعرف معرفَة شافية الْوَقْت الَّذِي يَنْقَضِي فِيهِ الِابْتِدَاء أَو يَبْتَدِئ التزيد فِي حَال حُضُوره لِأَن تعرف ابْتِدَاء الْمَرَض كُله وتزيده إِذا كَانَ على هَذِه الْحَال من

<<  <  ج: ص:  >  >>