للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظَاهِرَة فِي نوبَة مَا وعلامات الانحطاط ظَاهِرَة فِي الَّتِي تتلوها.)

تعرفنا لوقت الْأَمْرَاض فِي نوبَة مَا دَامَت هُوَ ذَا يكون بعد وَيكون من المقايسة بَين النّوبَة والنوبة فَأَما إِذا كَانَت وفرغت فَإنَّا نتعرفها بِأَنَّهُ إِن كَانَ الْحَاضِر وَقت التزيد علمنَا أَن الِابْتِدَاء وَقت ابْتِدَاء الْمَرَض فِي الْأَمْرَاض المزمنة طَوِيل نَحْو مَا يكون من حمى البلغم ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا وَفِي الْأَمْرَاض الحادة وَرُبمَا لم يتم يَوْمًا وَاحِدًا بل تكون أَوْقَات الْكُلية هِيَ الْأَوْقَات الْجُزْئِيَّة وَمَا كَانَ على هَذِه الحدة ألف هـ فَلَيْسَ فِيهِ سَابق علم لَكِن تعرف فَقَط إِذا كَانَ النفث يَسِيرا نضيجاً. فَإِن كَانَت الْأَعْرَاض قَائِمَة بعد فَهُوَ وَقت التزيد وَإِن كَانَت سكنت فَهُوَ وَقت الانحطاط. وَحمى الدَّم المطبقة وَحمى الغب اللَّازِمَة وَهِي المحرقة تنقضيان فِي الْأُسْبُوع الأول. ٣ (الْمَرَض الحاد) الثَّانِيَة من البحران قَالَ: الْمَرَض الَّذِي يَنْقَضِي إِلَى الرَّابِع هُوَ الَّذِي يَنْقَضِي فِي الْغَايَة القصوى من الحدة وَالَّذِي يَنْقَضِي إِلَى السَّابِع فحاد جدا وَالَّذِي يَنْقَضِي إِلَى الرَّابِع عشر حاد جدا بقول مُطلق وَالَّذِي يَنْقَضِي إِلَى الْعشْرين حاد على الْمجَاز. فَأَما المجاوز الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين فتسمى منتكسة وَهِي الَّتِي فِيهَا نكسة ثَانِيَة وَيكون ابْتِدَاء مرض آخر فَيكون مِنْهَا جَمِيعًا مرض حاد وينقضي فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

قَالَ: وَقد رَأَيْت الحميات الدائمة الَّتِي لَا تقلع إقلاعاً صَحِيحا تطاولت إِلَى الْأَرْبَعين وَلَيْسَ يبلغ مرض حاد إِلَى الْأَرْبَعين الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكون منتكساً أَو منتقلاً من حِدة إِلَى إبطاء.

والأمراض الَّتِي تنْتَقل من سرعَة الْحَرَكَة إِلَى إبطاء فَسمى منتقلة وَرُبمَا كَانَ الْمَرَض فِي أَوله سريع الْحَرَكَة ثمَّ انْتقل فَصَارَ بطيء الْحَرَكَة.

أبقراط جعل حد الْأَمْرَاض الحادة بقول مُطلق أَرْبَعَة عشر يَوْمًا والمنتكسة من الْأَرْبَعين إِلَى السِّتين على حسب مَا يَقع بعده من النقلَة فِي الْحَرَكَة بطئها أَو سرعتها.

قَالَ: وَمن الْأَمْرَاض أمراض تبتدئ تتحرك حَرَكَة ضَعِيفَة كَأَنَّهَا مدفونة بعد الرابوع الأول وَقَبله تتحرك حَرَكَة الْأَمْرَاض الحادة وَهَذِه تتجاوز الرَّابِع عشر إِلَى الْعشْرين وَجُمْلَة فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن تعرف حِدة الْمَرَض من سرعَة الْحَرَكَة ألف هـ وصعوبته وَعظم الْخطر فِيهِ مَعَ سرعَة الْحَرَكَة.

لَيْسَ كل مرض قصير الْمدَّة مَرضا حاداً وَإِلَّا فحمى يَوْم مرض حاد وَلَكِن الْمَرَض الحاد عِنْد أرخيجانس هُوَ الَّذِي يَتَحَرَّك بِسُرْعَة وَفِيه خطر. وَفِي قَول أبقراط هُوَ الَّذِي يكون الْحمى فِيهِ)

دائمة وَلذَلِك يَجِيئهُ البحران سَرِيعا ويبادر إِلَى نهايته بِسُرْعَة فَلذَلِك تكون حركته خبيثة.

وكل مرض حاد فَهُوَ لَا محَالة قصير وَلَيْسَ كل مرض قصير بحاد. وكل مرض بطيء طَوِيل فَإِن الحميات المزمنة أَبْطَأَ حَرَكَة من الحميات المحرقة وَهِي أقصر مُدَّة مِنْهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>