إِذا غَابَتْ الأورام الَّتِي تحدث فِي أصُول الْأذن فِي الْأَمْرَاض من غير أَن تتقيح فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تعود بأعظم مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ وَإِمَّا أَن يعود الْمَرَض وَرُبمَا صَار ذَلِك الورم إِلَى مفاصلهم وَتَكون عودته على دور مسَاوٍ لكَونه فِي الأول.
الْبَوْل الثخين: يكون بِهِ بحران الحميات الإعيائية فِي الْيَوْم الرَّابِع وَإِن كَانَ مَعَه رُعَاف فأحرى أَن يتم البحران فَإِن لم يكن من هذَيْن شَيْء فتوقع الْخراج فِي المفاصل الَّتِي تعبت. (بحارين الأورام فِي الأحشاء) الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: ٣ (الَّذين بهم أورام حارة) فِي الْجَانِب الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر فِيمَا دون الشراسيف مَعَ حمى حادة شَدِيدَة قد يحدث لَهُم رُعَاف فِي الرابوع الأول ويتخلصون بذلك من تِلْكَ الأورام. وَآيَة ذَلِك أَن يَجدوا صداعاً وغشاوة فَإِن ذَلِك يدل على ميل الْخَلْط نَحْو الرَّأْس والأجود أَن يكون الرعاف من الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْعُضْو العليل وَأما مَا خَالف ذَلِك فَإِنِّي لَا أَحْمَده.
قَالَ ج: أَكثر هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم الرعاف فِي الْأُسْبُوع الأول وَمِنْهُم من يُصِيبهُ فِي السَّابِع وَالْحَادِي عشر وتوقعك للرعاف فِي من سنه دون الْخمس وَالثَّلَاثِينَ يكون أقوى لِأَن الدَّم فِي هَذِه السن كثير والحرارة قَوِيَّة. وَأما مَا كَانَ من الأورام لينًا مَعَه تطَأ من تَحت الْأَصَابِع إِذا غمز عَلَيْهِ فبحرانه يكون أَبْطَأَ إِلَّا أَنه أقل عَادِية من الفلغموني لِأَن هَذِه تحدث عَن البلغم فَلذَلِك قد تطول مدَّتهَا لشدَّة بردهَا لِأَنَّهَا تبطئ النضج لقلَّة حَرَارَتهَا وَأما السَّبَب فِي قلَّة الْخطر الْعَارِض فِيهَا فَلِأَنَّهُ لَا وجع مَعَه لِأَنَّهُ بالوجع تسْقط الْقُوَّة فَإِن لم يحدث للَّذين بهم فلغموني رُعَاف وَلَا سكنت حماهم وَلَا انفش الورم فَإِنَّهَا تَجْتَمِع فِي عشْرين يَوْمًا وَأما هَذِه