فَإِن بقيت الْحمى والورم إِلَى سِتِّينَ يَوْمًا فَإِنَّهَا تَجْتَمِع وَأما المتوسطة بَين هذَيْن وَتلك فتجتمع إِذا لم ينفش وَلم تسكن الْحمى فِي عشْرين يَوْمًا وَليكن رجاؤك للرعاف إِذا كَانَت هَذِه الأورام عالية جدا كَانَ أقوى وأسرع.
قَالَ: وجميعها إِذا أزمنت من غير أَن تنفش مِنْهَا وَبَقِي شَيْء متحجر فَلَا تتَوَقَّع الرعاف لَكِن توقع أَن يتقيح فَأَما أحمدها وأخوفها فَفِي بَاب الدبيلات.
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تكون عَن أخلاط حارة لَطِيفَة فبحرانها يكون بالإسهال وَأما الكائنة عَن أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فبالخراجات.
قَالَ و ٣ (الخراجات فِي الْأَمْرَاض المزمنة) تكون فِي النواحي السفلانية لغلظ الْمَادَّة وبردها وَضعف الْقُوَّة لما ينالها من الانحلال بطول الْمَرَض وَأما الْأَمْرَاض الحادة فالخراجات تحدث فِيهَا إِلَى جَانب الْأذن وَذَلِكَ أَن الأخلاط فِي هَذِه أقل غلظاً وَالْقُوَّة أقوى وَأما المتوسطة فَتكون الخراجات فِيهَا فِي الْجَانِبَيْنِ ويستدل على أَي جَانب يكون بدلائل الْميل إِلَيْهِ.
قَالَ: وَمَتى حدث لَهُ فِي السَّابِع عرق أَو إسهال أَو رُعَاف فَكَانَت الْحَالة بعده أفضل فَذَلِك مَحْمُود وَإِن كَانَت ردية فَذَلِك ردي لِأَن الحادثات فِي أَيَّام البحران أصح وأوكد.
مَتى قدرت الْمَوْت أَو البحران الحميد فِي يَوْم مَا ثمَّ حدث قبل ذَلِك الْيَوْم حَادث فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك الْحَادِث فِي الطَّبَقَة الأولى فِي قوته فَاعْلَم أَن الَّذِي قدرت يتَقَدَّم إِلَى يَوْم آخر بِمِقْدَار قُوَّة الْحَادِث.
مِثَال فِي ذَلِك: إِن قدرت فِي عليل مَا فِي الْيَوْم السَّابِع أَنه يَمُوت فِي الرَّابِع عشر فَظهر فِي التَّاسِع رسوب أسود فَاعْلَم أَنه لَا يتَأَخَّر إِلَى الرَّابِع عشر لكنه يَمُوت فِي الْيَوْم الْحَادِي عشر وبالضد.
وَإِن كَانَت دَلَائِل الْمَوْت لَهَا الْغَلَبَة حَتَّى أَنَّك علمت أَنه يَمُوت لَا محَالة ثمَّ حدث حَادث آخر جيد فَاعْلَم أَن الْمَوْت يتَأَخَّر عَن الْيَوْم الَّذِي قدرت بِمِقْدَار قُوَّة ذَلِك الْحَادِث إِلَى يَوْم آخر.
وَإِن كنت قدرت البحران الْجيد فِي يَوْم مَا وَحدث حَادث فِي الطَّبَقَة الأولى من الْجَوْدَة فَإِنَّهُ يتَقَدَّم عَن الْيَوْم الَّذِي قدرت فِيهِ.
الخراجات الْمقَالة الثَّانِيَة من الخراجات الَّتِي يكون بهَا بحران ذَات الرية وَنَحْوه فِي أَبْوَابهَا أَكثر مَا تخرج خراجات البحران فِي المفاصل لسعتها وَكَثْرَة حركتها.
قَالَ: وَالنِّسَاء اللائي يلدن فتأخذهن الْحمى بعد الْولادَة فأحسب لَهَا أَيَّام بحرانها فِي الْيَوْم الَّذِي الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: البحران يكون إِمَّا باستفراغ وَإِمَّا بخراج وَيكون فِي الندرة بنوم غرق طَوِيل ذَلِك فِي الصّبيان خَاصَّة.
قَالَ: ٣ (إِذا كَانَ فِي الرَّأْس وجع شَدِيد) دَائِما مَعَ حمى حادة فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك شَيْء من