للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: إِن ظَهرت فِي الْبَوْل فِي الْيَوْم الرَّابِع غمامة حَمْرَاء أَو سَائِر العلامات فَإِن بحرانه يكون فِي السَّابِع.

قَالَ ج: لَيْسَ الغمامة الْحَمْرَاء بل كل دَلِيل ذِي قدر يظْهر فِي الرَّابِع لم يكن قبله مِمَّا يدل على النضج فَهُوَ يدل على أَن البحران يكون فِي السَّابِع وَإِنَّمَا ذكر الغمامة الْحَمْرَاء لِأَنَّهُ أَمر بديع لِأَن الغمامات الْحمر تطول الْعلَّة أَكثر وَإِن كَانَت سليمَة وَإِلَّا فالبيضاء أولى بذلك كثيرا. والتعلق الْأَبْيَض إِذا كَانَ الْمَرَض سريع الْحَرَكَة جدا فَإِن تغير اللَّوْن وَتغَير الْبَوْل أَو كل وَاحِد مِنْهُمَا كَانَ)

دَلِيلا كَافِيا على البحران فِي السَّابِع إِذا كَانَ ذَلِك فِي الرَّابِع. ذَلِك من أَن الْبَوْل الرَّقِيق إِن غلظ فِي الرَّابِع غلظاً معتدلاً والأبيض إِن اصفر فِيهِ حَتَّى يصير اترجيا فِي مثل هَذَا الْمَرَض أَعنِي السَّرِيع الْحَرَكَة جدا فَإِنَّهُ ينذر ببحران فِي السَّابِع. فَأَي عَلامَة من عَلَامَات البحران ظَهرت فِي يَوْم من أَيَّام الْإِنْذَار فَإِنَّهَا تدل على البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ وَلَا يدل على انه يكون البحران جيدا أَو ردياً وَإِنَّمَا يدل على ذَلِك إِذا ظَهرت فِي يَوْم الْإِنْذَار عَلامَة من عَلَامَات النضج وَإِنَّمَا ذكر الْحَمْرَاء هَهُنَا دون غَيرهَا ليفهم عَنهُ أَنه إِذا كَانَ يجب فِي الْحَمْرَاء فَإِنَّهَا فِي الْبَيْضَاء أوجب وَلِأَنَّهَا أَيْضا أَمر نَادِر وَكَذَلِكَ أَيْضا إِنَّمَا يظْهر فِي الندرة.

قَالَ: وَيجب أَن يتفقد الْمَرَض كَمَا أَن الغمامة الْحَمْرَاء إِذا ظَهرت فِي الرَّابِع جَاءَ البحران فِي السَّابِع كَذَلِك إِذا ظَهرت فِي غَيره من أَيَّام الْإِنْذَار جَاءَ البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ فَإِنِّي أَنا رَأَيْت هَذِه الْعَلامَة مَرَّات كَثِيرَة ظَهرت فِي التَّاسِع فجَاء البحران فِي الرَّابِع عشر وَظَهَرت فِي الْحَادِي عشر فجَاء البحران فِي الْعشْرين فَهَذِهِ الْعَلامَة إِذا ظَهرت يَوْم من أَيَّام الْإِنْذَار غير الرَّابِع لم يكن البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ كَمَا يكون فِي الرَّابِع وَالسَّابِع وَالسَّبَب فِي ذَلِك: أَن مَا يَأْتِي بعد الرَّابِع إِلَى السَّابِع زَمَانه متساو لما مضى من الْمَرَض قبل ظُهُور الغمامة فَلذَلِك قد يُمكن أَن يدل إِذا كَانَت فِي الرَّابِع أَن البحران يكون فِي السَّابِع دلَالَة صَحِيحَة وَأما مَتى ظَهرت هَذِه الْعَلامَة فِي الْحَادِي عشر فَلَا بُد يكَاد يكون البحران فِي الرَّابِع عشر لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَقَط مستكملاً مَا بَقِي على الطبيعة وَإِنَّمَا ظهر مَا ظهر فِي أحد عشر يَوْمًا بل يحْتَاج إِلَى أَيَّام أَكثر وَلَا أقل من مِقْدَار مَا مضى على أَن هَذَا اللَّوْن مَتى ظهر دلّ على فضل تَأَخّر من انْقِضَاء الْمَرَض.

من يتَوَقَّع لَهُ خراج فِي مفاصله من أجل بحران قد يتَخَلَّص من ذَلِك الْخراج ببول كثير غليظ أَبيض يبوله.

قَالَ: الْخراج يخرج فِي المفاصل فِيمَن أتعب مفاصله قبل الْمَرَض أَو فِيمَن أَصَابَهُ الإعياء فِي نفس مَرضه على أَي وَجه كَانَ أَو فِيمَن يطول بِهِ الْمَرَض من كَثْرَة الأخلاط الغليظة فِيهِ فَإِن قويت الطبيعة على نقص الْبدن وتنقيته بالبول يسلم بذلك الْمَرَض من الْخراج لاستفراغ الطبيعة بالمثانة مَا هُوَ مزمع بالتحلب إِلَى بعض المفاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>