للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثمَّ لنضع الْآن أَن عَلامَة البحران ظَهرت فِي ذَلِك الْمَرِيض فِي الرَّابِع كَمَا وَصفنَا قبل أَو أَنَّهَا ظَهرت فِي الْحَادِي عشر أَقُول: إِنَّه يجب أَن يتَوَقَّع البحران فِي السَّابِع وَذَلِكَ أَن النذير فِي الْأُسْبُوع الثَّانِي هُوَ الْيَوْم الْحَادِي عشر وَفِي الْأُسْبُوع الأول الرَّابِع وكما يدل الْحَادِي عشر على الرَّابِع عشر كَذَلِك يدل الرَّابِع على السَّابِع فلتكن نوبَة الْحمى فِي اللَّيْلَة السَّابِعَة فِي السَّاعَة الثَّالِثَة وَليكن النافض والنبض على ذَلِك الْمِثَال وليبتدىء الْعرق فِي آخر اللَّيْل وليلبث الْمَرِيض نَهَاره كُله وَهُوَ الْيَوْم الثَّامِن يعرق عرقا مَحْمُودًا ولتقلع عَنهُ الْحمى نَحْو العشى فَفِي مثل هَذَا الْموضع يجب أَن ينعم النّظر فقد قلت بديا: إِن نوبَة الْحمى أَتَت الْمَرِيض مجيئا تدل على البحران فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة عشرَة ثمَّ أقلعت عَنهُ الْحمى فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر فَقلت: إِن البحران جَاءَهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر لَا فِي الثَّالِث عشر ووصفت الْآن أَن الْعرق وانقضاء الْعلَّة أَتَيَاهُ فِي نَهَار الثَّامِن.

وَأَنا أَقُول مَعَ ذَلِك: إِن البحران إِنَّمَا أَتَى هَذَا الْمَرِيض فِي السَّابِع وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقْتَصر فِي إِيجَاب البحران ليَوْم مَا على مَا تقدم من نوبَة الْحمى وصعوبتها فِيهِ وَلَا فِي ابْتِدَاء الْعرق وَلَا فِي إقلاع الْحمى لَكِن إِن اجْتمعت هَذِه الْخلال الثَّلَاث فَلَا تشك فِي البحران لليوم الَّذِي اجْتمعت فِيهِ فَأَما إِن كَانَت وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ فَلَا يجب البحران ضَرُورَة لذَلِك الْيَوْم لَكِن انْظُر حِينَئِذٍ فِي الْأَيَّام المنذرة فَإِذا أنذر الرَّابِع وَالْحَادِي عشر بالبحران ثمَّ كَانَت خلة من خلال البحران فِي السَّابِع أَو الرَّابِع عشر فَأوجب البحران للسابع وَالرَّابِع عشر فَإِن لم يكن البحران فِي السَّابِع وَلَا فِي الرَّابِع)

عشر وَلَا خلة من خلال البحران لَا فِي آخِره وَلَا فِي أَوله فأضف البحران إِلَى الْيَوْم الَّذِي كَانَ فِيهِ البحران كُله فَإِن لم ينذر بالبحران يَوْم كَانَ قبله ثمَّ جَاءَ البحران يَوْمَيْنِ فَانْظُر فِي هَذِه الْأَعْلَام ليستدل بهَا لأي الْيَوْمَيْنِ البحران.

والأعلام هِيَ الْقيَاس أَعنِي قِيَاس الأدوار وطبائع الْأَيَّام وَعدد أَوْقَات البحران وزمان البحران.

أما نظرك فِي قِيَاس الأدوار فَلْيَكُن على هَذَا الْمِثَال: إِن كَانَت الْعلَّة تصعب على الْمَرِيض فِي الْأَفْرَاد فالبحران للفرد وَإِن كَانَ تصعب فِي الْأزْوَاج فالبحران للزَّوْج وَذَلِكَ أَن البحران يكون أَكثر ذَلِك فِي وَقت استصعاب الْحمى.

أما نظرك فِي طبائع الْأَيَّام فَلْيَكُن على هَذَا الطَّرِيق: مَتى شَككت فِي البحران بَين التَّاسِع والعاشر فَإِن وجدت البحران سليما فأضفه إِلَى التَّاسِع وَإِن رَأَيْته نَاقِصا رديئا ذَا خطر فالعاشر أولى بِهِ.

وَأما نظرك فِي عدد أَوْقَات البحران فعلى هَذَا الْوَجْه: أَوْقَات البحران ثَلَاثَة: أَولهَا ابْتِدَاء الدّور الَّذِي يدل مَجِيئه على بحران وَالثَّانِي ابْتِدَاء الشَّيْء الَّذِي بِهِ يكون البحران استفراغا كَانَ أَو غَيره وَالثَّالِث انْقِضَاء البحران فاليوم الَّذِي يحدث فِيهِ وقتان من أَوْقَات البحران فَذَلِك الْيَوْم أولى بالبحران.

<<  <  ج: ص:  >  >>