للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصَّفْرَاء. ثمَّ بعد هَذَا الْبَوْل الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة الرقيقة الأترجية فَأَما الَّذِي هُوَ أصفر رَقِيق أترجي ألف وفهو خير من هَذَا وَهُوَ دون الْأَصْفَر المشبع إِلَّا أَنه يضْرب إِلَيْهِ وَهَذَا الْبَوْل نضيح من أجل لَونه وَيجب أَن يُخَالف المَاء فِي رقته حَتَّى يكون قد استحكم لَهُ النضج.

وَأما أَحْمد الألوان كلهَا فَالَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة أَو إِلَى الْحمرَة الناصعة وَأَقُول أَنه مَتى دَامَ الدَّم فِي طَرِيق النضج فَكل بَوْل يبال يرى فِيهِ رسوب أملس مستو أَبيض كثيرا. فَإِذا تمّ النضج ازْدَادَ تلوناً وَقل رسوبه ثمَّ إِنَّه إِن منع الْإِنْسَان من الطَّعَام بعد هَذَا رَأَيْت الْبَوْل يزْدَاد صفرَة دَائِما.

لي الدَّم إِذا لم يكن فِيهِ فضل غليظ خام لم يُمكن أَن يكون لمِائَة رسوب كثير وَلذَلِك لَا يغذي أَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة لِأَن فِي دِمَائِهِمْ فضلا يحْتَاج أَن ينضج فان غذوا ازْدَادَ ذَلِك الْفضل وازدادوا بعدا من النضج وَإِذا كَانَ فِي الدَّم فضول إِلَّا أَن الطبيعة لم تَأْخُذ فِي نضج تِلْكَ الفضول وهضمها فانه لَا يكون أَيْضا فِي الْبَوْل رسوب كثير. فَلذَلِك يدل الرسوب فِي الْأَمْرَاض على النضج بِمِقْدَار قوته وَيدل فِي الأصحاء على فضل فِي الْعُرُوق.

قَالَ: اللَّوْن الْأَصْفَر المشبع أقرب الألوان منْظرًا من اللَّوْن الْأَحْمَر الناصع وَالْفرق بَينهمَا أَن)

الْأَصْفَر المشبع أقرب إِلَى الْبيَاض والأحمر الناصع أقرب إِلَى الصفاء والبريق والأصفر المشبع أقرب إِلَى الْبيَاض من الْأَحْمَر الناصع بِحَسب مَا الْأَصْفَر الرَّقِيق أقرب إِلَى الْبيَاض من الْأَحْمَر الناصع بِحَسب مَا الْأَحْمَر الناصع أبعد عَن الْبيَاض من الْأَصْفَر المشبع والأحمر القاني أبعد عَن الْبيَاض من الْأَصْفَر المشبع.

الَّذِي للأصحاء الْحَافِظ للونه. وَهُوَ الْبَوْل الصَّحِيح الحميد إِن كَانَ فِيهِ رسوب كثير أملس أَبيض مستو فَلَيْسَ يدل على أَن النضج مَعْدُوم بل على أَنه مستحكم إِلَّا أَنه ينتفض من الْبدن كيموس كثير نيّ وَلذَلِك يكون الرسوب كثيرا فِي بَوْل الصّبيان كلهم إِلَّا فِي الندرة فِي أبول المستعملين للخفض والدعة وَكَثْرَة الْأكل لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي هَؤُلَاءِ فضل كثير لِكَثْرَة غذائهم.

وللصبيان خلة أُخْرَى هِيَ أَن أبدانهم تجتذب الْغذَاء من معدهم قبل استحكام النضج لأَنهم فِي النشوة وبالواجب لذَلِك أَن يكثر الْفضل فِي دِمَائِهِمْ وَيجب عَن ذَلِك أَن يكثر الرسوب فِي أَبُو الْهم. وَكَذَلِكَ يكثر الرسوب ضَرُورَة فِي أَبْوَال من تعتريه الْحمى من قبل إفراط السّكُون والإفراط من الطَّعَام إِذا كَانَ أَمرهم يؤول إِلَى السَّلامَة فرسوب مَحْمُود كثير فِي غَايَة الْكَثْرَة.

وَأما الَّذين يجمعُونَ من التَّعَب وإقلال الطَّعَام فان أبوالهم تكون ألوانها صفراء مشبعة وَتَكون غَلَبَة المرارة فِيهَا بَينا.

لي والتحاف جدا. وَكَثِيرًا مَا تَنْقَضِي أمراضهم من غير أَن يرسب شَيْء فِي أبوالهم

<<  <  ج: ص:  >  >>