للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَأَصْحَاب علل الكلى يَنْتَفِعُونَ بالبول الْكثير الغلظ.

وكل بَوْل لَا يسْتَقرّ وَلَا يصفو يدل على ريح غَلِيظَة.

قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات: وَقد وصفت أَصْنَاف الْبَوْل فِي كتاب البحران وَلم يذكر ذَلِك فِي فهرسته وَلَا نقل المترجمون كتابا فِيهِ وَلَو كَانَ لَهُ فِي ذَلِك كتاب خَاص لَكَانَ قد ذكره هَهُنَا كَمَا يدل ذكره فِي كتاب البحران تحرر ذَلِك إِن شِئْت.

الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: الْأَطِبَّاء وأبقراط خَاصَّة يعنون بالثفل والتعلق الغمامي الَّذِي لَيْسَ بخالص الْبيَاض وَلَا السوَاد لكنه بَينهمَا وَهَذَا الثفل متوسط بَين الْجَوْدَة والرداءة وعَلى حسب ميله إِلَى الْبيَاض تكون قلَّة رداءته وبالضد.

لي افهم بعد هَذَا من الْغَمَام هَذَا لَا التَّعَلُّق وافهم من التَّعَلُّق الشَّيْء الَّذِي فِيهِ رسوب الثفل وَمن الطافي الَّذِي على الْبَوْل.

من كتاب الدَّلَائِل: أعظم الدلالات فِي الْبَوْل الْمَأْخُوذَة من اللَّوْن والقوام وَالشَّيْء الراسب أَو الطافي أَو الْمُتَعَلّق وَقد ينظر فِي مِقْدَار حرارته وبالفعل فِي مِقْدَار حِدة رِيحه لِأَن الْبَوْل الصَّحِيح لَا يشْتَد نَتنه والمنتن جدا دَلِيل على قُوَّة العفونة وَكَذَلِكَ شدَّة حرارته فِي اللَّمْس يدل على قُوَّة الْحَرَارَة فِي الْبدن.

قَالَ: وَالرَّقِيق الصُّفْرَة هُوَ الَّذِي فِيهِ مرار باعتدال والبالغ الصُّفْرَة المشبع يخالطه مرار كثير الف وَيدل على كثرته فِي الْبدن والأحمر يدل على كثرته فِي الدَّم لِأَن الَّذِي يخالطه مائية الدَّم.

الْبَوْل الَّذِي مثل الفقاع الْأَبْيَض إِن لم تكن مَعَه مُدَّة فَهُوَ لغَلَبَة الْخَلْط الَّتِي على الْبدن وَلَا يكَاد يسلم.)

من بَال بولاً أسود إِلَّا أَن يكون على طَرِيق البحران فِي عقب حمى ربع أَو غَيره وَقد أنذر بِهِ ويخفف العليل عَلَيْهِ فَأَما إِن صَعب حَاله بعد ذَلِك فَهُوَ مهلك.

لي دَلِيل آخر: على الْبَوْل الْأسود الَّذِي على طَرِيق البحران يَجِيء مِنْهُ شَيْء كثير فَإِذا رَأَيْته قَلِيلا أَو بِحَالَة يقدر فَاعْلَم أَنه رَدِيء.

الْبَوْل عِنْد تولد الْحَصَى فِي المثانة رَقِيق لِأَن غليظه يحتبس وَيتَعَلَّق على الْحَصَى.

الْبَوْل الثخين القوام يدل على أَن النضج لم يكن قد بَدَأَ وَالرَّقِيق يدل على أَنه لم يبْدَأ.

وَالْبَوْل المتثور كأبوال الدَّوَابّ يدل على أخلاط نِيَّة لم تنضج فقد بَدَت أَن تنضج وَهِي فِي طَرِيقه.

وَإِذا أقبل الْبَوْل من الرقة إِلَى الغلظ دلّ على طَرِيق النضج وبالضد. ظ

<<  <  ج: ص:  >  >>