للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ جالينوس فِي رسم الطِّبّ بالتجارب: الصداع اللاطي وَالْأنف الدَّقِيق وَالْعين المستديرة الغائرة يكون رديئاً إِذا ظهر فِي أَو الْمَرَض من غير استفراغ يُوجب ذَلِك أَيَّامًا وَلَا حِيلَة للعليل فَأَما فِي آخر الْعلَّة فَلَيْسَ بمنكر.

وَقَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِذا كَانَ الثفل الراسب الأملس الْأَبْيَض لَيْسَ فِي كل يَوْم من أَيَّام الْمَرَض كَانَت مُدَّة الْمَرَض أطول وَالدّلَالَة على السن والنجاة أقل من أَن يكون فِي يَوْم.

وَإِذا كَانَ لون الْبَوْل وثفله دموياً وَكَانَ الثفل مَعَ حمرته أملس فانه يدل على أَن الْمَرَض أطول من مُدَّة مَا رسوبه أَبيض إِلَّا انه سليم جدا.

والقشار السويقية رَدِيئَة العطب ووأردأ مِنْهَا الصفائحي وَإِمَّا القشار الْبيض الدقيقة الراسبة فَإِنَّهَا رَدِيئَة جدا واردأ مِنْهَا القشار الراسبة الَّتِي تشبه النخالة. والقشارة الَّتِي لَا ترسب إِن كَانَت بَيْضَاء دلّت على صَلَاح وَإِن كَانَت سَوْدَاء فعلى رداءة.

وَالْبَوْل الْأَحْمَر الناري الرَّقِيق يدل على عدم النضج وَلَو طَالَتْ مُدَّة لبثه على هَذَا أَيَّامًا كَثِيرَة وَلم تعْمل فِي الغلظ خيف على الْمَرِيض أَلا تبقى قوته حَتَّى ينضج الْمَرَض. وأوأكد الدلالات على الْمَوْت أَن يكون منتن الرّيح أَو رَقِيقا مائياً أَو أسود وَأَن يكون غليظاً.

وَالَّذين يَبُولُونَ بولاً رَقِيقا ويدوم زَمنا طَويلا وَظَهَرت مَعَ ذَلِك عَلَامَات السَّلامَة فَيَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع حُدُوث ورم بهم أَسْفَل الْحجاب.

وَالدَّسم فَوق الْبَوْل الشبيه بنسج العنكبوت يدل على ذوبان الْبدن.

وَإِذا كَانَت هَذِه القشارات مَعَ ورم فِي المثانة لم يدل على حَال جَمِيع الْبدن فَانْظُر أَولا فِي ذَلِك.

من كَاتب الامتلاء قَالَ: الثفل الَّذِي يرسب فِي الْبَوْل الشبيه بِمَا يرسب فِي مَاء الشّعير دَال على كَثْرَة الْأكل وتدبير نهم.

لي رَأَيْت فِي الْكتب فِي مَوَاضِع كَثِيرَة أَن الغمامات إِنَّمَا تكون عِنْد نُقْصَان الهضم عَن حَال الصِّحَّة وعَلى قدر غلظها يكون تخلف النضج فالغليظ الخاثر يدل على تَدْبِير مولد للخام واللطيفة الْمُشبه للشعاع تكون فِي أَبْوَال الأصحاء أَيْضا والأجود أَلا يكون فِي بَوْل الصَّحِيح من هَذِه شَيْء الْبَتَّةَ فان هَذَا كَمَال النضج فَأَما فِي بوال المرضى فَإِنَّمَا يسْتَدلّ بالغمامات على)

النضج لِأَن اجتماعها يدل على أَنه من بوال الصَّحِيح وَيذْهب التثور والكدر وَكلما كَانَت فِي المرضى الطف وأملس وأبيض كَانَت خيرا وَمعنى ألطف الَّذِي يكون كالشعاع.

كتاب البحران قَالَ: إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يطْلب الْبَوْل الْكَامِل النضج فِي الْبدن الْكَامِل الصِّحَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>