للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: وَالْبَوْل الصَّحِيح الْفَاضِل إِمَّا فِي اللَّوْن إِلَى الْأَصْفَر المشبع أَو الْأَحْمَر الناصع وَهُوَ إِلَى الْأَصْفَر المشبع أقل مِنْهُ إِلَى الْأَحْمَر الناصع وَقد يجب أَن يكون معتدلاً فِي الثخن والرقة.

وَالْبَوْل الَّذِي ترَاهُ اقل من هَذَا يدل على عدم النضج وَالَّذِي هُوَ أغْلظ من هَذَا يدل على أَنه متثور بعد وَلم يتَمَيَّز.

وَالْبَوْل الَّذِي يبال رَقِيقا صافياً ثمَّ يبْقى على حَاله أَو يغلظ بعد قَلِيل فانهما جَمِيعًا غير نضجيين وَالْأول لم يبتدأ عِنْد النضج الْبَتَّةَ وَالثَّانِي قد بَدَأَ فِيهِ النضج وَفِيه اضْطِرَاب وَصَوت وريح كَالَّذي يكون فِي الْعصير إِذا تغير إِلَى شراب.

وَالْبَوْل الكدر ثَلَاثَة أَصْنَاف: إِمَّا أَن يبال كدراً ويصفو بعد وَإِمَّا أَن يبْقى بِحَالهِ وَإِمَّا أَن يبال صافياً ثمَّ يكدر وأردأ هَذِه الْأَصْنَاف الَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر وأمثلها الَّذِي يبال كدراً ويصفو بعد.

وَالَّذِي يبْقى بِحَالَة متوسطة بَين هذَيْن وَذَلِكَ أَن الْبَوْل الَّذِي يصفو بعد قَلِيل يدل على أَن الَّذِي بَقِي من الِاضْطِرَاب والتثور شَيْء يسير.

وَأما الَّذِي يبْقى بِحَالهِ كدراً دَائِما فانه يدل على أَن الِاضْطِرَاب والأعراض الْبَاقِيَة بعد.

وَأما الَّذِي يكدر بعد أَن يبال فَيدل على انه لم يكن بعد حَرَكَة للتثور والنضج لكنه مزمع أَن يكون فبالواجب صَار أردأها لِأَنَّهُ أبعدها عَن النضج وَأَن الْمَرَض يحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل وَإِلَى قُوَّة قَوِيَّة.

وَأما الَّذِي يبال كدراً ثمَّ لَا يلبث أَن يرسب فِيهِ رسوب مَحْمُود فَيدل أَن الْمَرَض لَا يلبث أَن ينضج وَلذَلِك هُوَ أمثل من الَّذِي يكدر بعد أَن يبال.

وَإِمَّا الَّذِي قُلْنَا انه متوسط فَلِأَنَّهُ يقدر مَا يفضل فِي الْقرب من النضج على الَّذِي لم يبتدأ بعد ينضج ينقص عَن الَّذِي قد قرب أَن يسكن تثوره وَيتم نضجه.

الْبَوْل الشبيه بِالْمَاءِ فِي اللَّوْن القوام هُوَ أشر هَذِه كلهَا لِأَنَّهُ أبعدها من النضج لِأَنَّهُ لَيْسَ كالبول الكدر الَّذِي يدل على التثور قد وَقع وَلَا كَالَّذي يكدر بعد قَلِيل لكنه قد يدل على أَنه قد)

أعيت الْحِيلَة فِي النضج وَمحله فِي الْعُرُوق مَحل التُّخمَة فِي الْمعدة فان كَانَ يجمع إِلَى هَذَا ألون والقوام سرعَة خُرُوج وَكَثْرَة فان هَذَا ديانيطس الَّذِي يُسمى ذرب الْبَوْل وَهَذَا أشر أَصْنَاف الْبَوْل الْغَيْر نضيج ثمَّ يتلوه فِي الشَّرّ الشبيه بِهِ فِي اللَّوْن والقوام لَكِن قَلِيلا وَالَّذِي بِحَسب الْعَادة لِأَنَّهُ يدل على بطلَان الْقُوَّة الْمُغيرَة والماسكة كَمَا يدل ديانيطس فان الْبَوْل يدل فِي ديانيطس على ضعف هذَيْن فِي الْغَايَة القصوى وَإِمَّا الشبيه بِهِ إِلَّا فِي الْكَثْرَة وَسُرْعَة الْخُرُوج فَإِنَّمَا يدل على فَسَاد الْقُوَّة المتغيرة فَقَط.

<<  <  ج: ص:  >  >>