ولون الْبَوْل فِي الْأَمْرَاض الْحَادِثَة عَن المرار يمِيل إِلَى الصُّفْرَة وَفِي الحاثة عَن أخلاط يكون مائلاً إِلَى الْبيَاض وَكَذَلِكَ الرسوب فَإِنَّهُ الْأَمْرَاض الْحَادِثَة عَن أخلاط نِيَّة يكون كثيرا وَفِي الكائنة عَن المرار لَا يكون أصلا وَيكون وتحاً قَلِيلا جدا إِلَّا أَنه قد يَكْتَفِي من دَلَائِل النضج فِي هَذِه الْأَمْرَاض بغمامة مُتَعَلقَة بعد أَن تكون بَيْضَاء.
والمتعلق هُوَ الَّذِي يكون فِي وسط الْبَوْل لَا طافياً فَوق.
فَأَما الَّذِي يرسب فِيهِ فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض مثل الرسوب الْمَوْصُوف أَو لَا فعلى غَايَة الْأَمْن والثقة وَقلة الْخطر من الْمَرَض والثقة بالنضج وَأَن يَنْقَضِي انْقِضَاء لَا يعود الْبَتَّةَ ويسرع الْبَتَّةَ انقضاؤه وَبِالْجُمْلَةِ فانه إِن لبث الْبَوْل بِهَذِهِ الْحَال فِي الْبَوْل الأول وَفِي الثَّانِي لم يتَجَاوَز الْمَرَض الْأَرْبَعَة أَيَّام الأولى.
وَأما لِمَ صَار أفضل الرسوب فَلِأَن ذَلِك يدل على أَنه قد قبل اسْتِحَالَة تَامَّة من الطبيعة)
حَتَّى يشبه بلون الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. وَأما لِمَ صَار الأملس أفضل فَلِأَن عمل الطبيعة قد عملت فِي جَمِيع أَجزَاء باستواء فَلذَلِك تكون الطبيعة قد عملت فِي جَمِيع أَجْزَائِهِ.
فَإِذا كَانَ الْبَوْل يضْرب إِلَى الْحمرَة المشبعة وَفِيه رسوب بذلك اللَّوْن أملس فان الْمَرَض أطول مُدَّة من مرض صَاحب الْبَوْل الأول إِلَّا أَنه سليم جدا لِأَن لون الْبَوْل إِنَّمَا يمِيل إِلَى الْحمرَة إِذا جرت مائية الدَّم مَعَه وَيدل ذَلِك على دم كثير غير مستحكم النضج وَلما كَانَ الْغَالِب فِي الْبدن أَجود الأخلاط كَانَ الْمَرَض غير ذِي خطر وَلِأَنَّهُ غير نضيج يحْتَاج إِلَى مُدَّة من الزَّمن حَتَّى يكمل نضجه فَيجب أَن يطول أَكثر من الْمَرَض الَّذِي يرسب فِيهِ رسوب أَبيض.