للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْمُخْتَلف الْأَجْزَاء مَتى كَانَت أجزاءه الْكِبَار أعظم فَهُوَ أدل دَلِيل على قُوَّة الطبيعة ونقصان فضل الْعلَّة وَلذَا كَانَت أجزاؤه صغَارًا دلّ على غَلَبَة الْمَادَّة وَقلة احْتِمَال الطبيعة فَيجب أَن تعلم أَن مَا كَانَ من الرسوب مُخْتَلف.

لي يَعْنِي بمختلف الَّذِي لَا يكون بسيطاً لَكِن مركبا من خلط آخر.

قَالَ: كلما كَانَت أجزاؤه أَصْغَر فَهُوَ أردأ لِأَنَّهُ يدل على شدَّة انفعالها عَن الْمَرَض.)

لي كَمَا أَن الرسوب الْمُتَشَابه الْأَجْزَاء مَتى كَانَت أجزاؤه أَصْغَر كَانَ أدل على جودة الطبيعة.

الغمامة الْمُتَعَلّقَة الْبَيْضَاء حميدة والسوداء رَدِيئَة ذميمة لِأَن السَّوْدَاء تحدث إِمَّا من حر مفرط وَإِمَّا من برد مفرط.

مَا دَامَ الْبَوْل أصفر رَقِيقا فِي قوامه فان الْبَوْل ينضج وَذَلِكَ لِأَن الْبَوْل أصفر.

لي يجب أَن يكون معتدل القوام.

قَالَ: وَبَقَاء الْبَوْل بِهَذِهِ الْحَال مُدَّة طَوِيلَة لَا يُؤمن مَعَه أَن تخور الْقُوَّة قبل النضج فَيَمُوت قبل ذَلِك.

الْبَوْل المائي هُوَ الَّذِي فِي قوامه لطيف ولونه أَبيض كَالْمَاءِ فِي حَال يدل على نهوة الأخلاط فِي الْغَايَة وَضعف الْقُوَّة الفاعلة للنضج.

وَأما المنتن وَالْأسود إِمَّا على شدَّة الْبرد وَإِمَّا على فرط الْحر والعفن.

قَالَ ج: وجدت الْبَوْل الْأسود بالتجربة كلما كَانَ أغْلظ فرداءته أَكثر وَأم الطبيعي اللَّوْن من الْبَوْل الغليظ فانه رُبمَا آل إِلَى خير قريب وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الغلظ إِنَّمَا هُوَ شَيْء مؤذ تَدْفَعهُ الطبيعة عَنْهَا وَرُبمَا آل إِلَى العطب.

لي يفرق بَين هذَيْن بِحسن حَال العليل وسهولة احْتِمَاله وخف بدنه عَلَيْهِ وَاعْلَم أَن الْبَوْل الَّذِي لَيْسَ بغليظ جدا بِقَوي الدّلَالَة جدا على العطب.

أردأ الْبَوْل للرِّجَال وَالنِّسَاء الْأسود وللصبيان المائي.

الْبَوْل الْأسود والمائي يدلان على العطب فِي جَمِيع الْأَسْنَان إِلَّا أَن دلَالَة الْأسود فِي النِّسَاء أعظم خطراً وَكَذَلِكَ المائي فِي الصّبيان وَذَلِكَ أَنَّهُمَا فِي غَايَة المضادة لما تكون عَلَيْهِ أَبْوَال الصّبيان وَكَذَلِكَ الْأسود فِي النِّسَاء.

وَالشَّيْء إِنَّمَا يصير رديئاً بِحَسب خُرُوجه عَن الطَّبْع وشذ عَنهُ وَبَوْل الصّبيان الطبيعي غليظ فِيهِ رسوب كثير والمتناهون العطب وَفِي الشَّبَاب بَوْلهمْ لطيف قَلِيل الرسوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>