للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَالْبَوْل الْأسود فِي غَايَة المضادة للنِّسَاء وللمتناهي الشَّبَاب وَكَذَلِكَ الْبَوْل المائي لبول الصّبيان الطبيعي.

وَفِي أَمر الصّبيان عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن النضج يكون فيهم سَرِيعا لِكَثْرَة حرهم الغريزي وَشدَّة قوتهم المتغيرة وَمن شَأْن النضج أَن يُغير الْبَوْل إِلَى الغلظ فبقاؤه رَقِيقا دَال على غَايَة عدم)

النضج فيهم أَيْضا.

من يَبُول بولاً رَقِيقا مائياً مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَت سَائِر الدَّلَائِل تنذر بسلامة فتوقع خراجاً فِي المواقع أَسْفَل الْحجاب لعِلَّة قد ذكرت فِي البحران.

والدسومة الطافية فَوق الْبَوْل شبه نسج العنكبوت رَدِيء وَذَلِكَ انه يدل على ذوبان الشَّحْم لِأَن مَحل هَذَا الْبَوْل مَحل الدسم فَوق المرق.

الغمامات أَجودهَا من طَرِيق الْموضع مَا هُوَ فِي الْأَسْفَل ثمَّ الْأَوْسَط ثمَّ الْأَعْلَى.

والمتوسط أجوده المائل إِلَى أَسْفَل لِأَنَّهُ يدل على أَنه قد استحكم نضجه وتميز واستوى فَلم يبْقى فِيهِ ريح.

وَإِن المائل إِلَى أَسْفَل فبحسب ميله إِلَى أَسْفَل تكون قوته فِي الهضم والمائل إِلَى الْعُلُوّ بِحَسب ذَلِك يكون بعده عَنهُ.

فَأَما من طَرِيق اللَّوْن فالأبيض جيد وَالْأسود والأخضر وَغير ذَلِك رَدِيء والأحمر سليم طَوِيل.

لي إِنَّمَا تميل الغمامة إِلَى فَوق لِأَنَّهُ يستكمل النضج لِأَن الشَّيْء الَّذِي ينضج لَيْسَ بِذِي ريح لِأَن الْحَرَارَة تعْمل فِي رطوبته فان كمل نضجه ذهبت نفخه الْبَتَّةَ لِأَن الْحَرَارَة تكون قد أفنته أصلا كَمَا ترى ذَلِك يكون فِي الْعصير وَالشرَاب.

قَالَ: الأثفال النِّيَّة إِنَّمَا تكون من قبل المثانة فَلَا يغلطنك.

لي يحْتَاج أَن تعرف الْأَشْيَاء الَّتِي تكون من قبل الكلى ومجاري الْبَوْل والأشياء الَّتِي لَا تكون إِلَّا من قبل المثانة فتحكم بِكُل وَاحِدَة على مَا يدل عَلَيْهِ وَتنظر فِيمَا يشْتَرك وَفِي مَا يخْتَلف وتحكم بذلك.

الْفُصُول: جملَة الْبَوْل يزْدَاد فِي الشتَاء زِيَادَة كَثِيرَة لِأَن النضج فِيهِ أَكثر وأجود.

لي أما كَثْرَة كميتة عِنْدِي إِنَّمَا هِيَ لقلَّة الْعرق. وَإِنَّمَا الرسوب فِيهِ فَيكون لمل ذكر.

من كَانَ بَوْله يشبه العبيط غليظاً يَسِيرا وَلَيْسَ بدنه ينقى من الْحمى فانه إِذا بَال بولاً كثيرا انْتفع بِهِ: وَأكْثر من يَبُول هَذَا الْبَوْل من كَانَ يرسب فِي بَوْله مُنْذُ أول مَرضه أَو بعده سَرِيعا ثفل قَلِيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>