للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ج: يَبُول هَذَا الْبَوْل من غير حمى وَعند تنقية الطبيعة الْبدن ويتوهم كثير من النَّاس أَن ذَلِك الْبَوْل رَدِيء لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر يجب أَن ينْتَقل الْبَوْل فِي الحميات من الرقة إِلَى الثخن وأبقراط)

أخبر بِهَذَا لِأَنَّهُ أَمر نَادِر.

الْبَوْل الثخين الشبيه بالعبيط وَهُوَ الغليظ الكدر الْمُنْقَطع يقل لِأَنَّهُ يعسر نُفُوذه إِلَى الكلى وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لأخلاط فجة نِيَّة. فَإِذا نَضِجَتْ تِلْكَ الأخلاط رقت فستفرغ لذَلِك من الْبَوْل مَا هُوَ أرق العطب ووأكثر مِقْدَارًا.

إِذا كَانَ الْبَوْل فِي أول الْمَرَض وَبعد أَوله بِقَلِيل ثخيناً غليظاً فِيهِ رسوب فَذَلِك الرسوب إِنَّمَا رسب فِيهِ ثفله وَذَلِكَ الغلظ لَيْسَ من نضجه بل من فجاجة وَغلظ من الأَصْل.

فَأَما الحميد فانه الَّذِي يكون رَقِيقا من الأول ثمَّ يقبل الغلظ ويرسب فان ذَلِك حِينَئِذٍ يدل على ذَلِك النضج فِيهِ.

من بَال بولاً متثوراً كأبوال الْحمير فِيهِ صداع حَاضر أَو سيحدث بِهِ. لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يكون إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة فَحدثت مِنْهَا بخارات غَلِيظَة كَالَّذي يكون عَن الزفت والثلج.

الْبَوْل المتثور مَتى بَقِي متثوراً زَمَانا طَويلا دلّ على طول الْمَرَض وَإِذا كَانَ يثفل ويستقر كدره ويصفو سَرِيعا دلّ على أَن الْمَرَض أقصر.

فَأَما الَّذِي لَا يرسب الْبَتَّةَ فانه إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أنذر بطول الْمَرَض وَإِن كَانَت ضَعِيفَة أنذر من كَانَ فِي بَوْله الرَّابِع غمامة حَمْرَاء فان بحرانه يَجِيء فِي السَّابِع. إِنَّمَا ذكرنَا الْحَمْرَاء مثلا ليدل أَن الَّذِي هُوَ أفضل مِنْهَا أَحْرَى أَن يكون بِهِ البحران فالغمامة الْبَيْضَاء أَحْرَى أَن يكون بهَا البحران فِي السَّابِع مَتى ظَهرت هِيَ فِي الرَّابِع وَكَذَلِكَ الْمُتَعَلّق الْأَبْيَض إِذا كَانَ مستوياً أَبيض وَكَانَ سريع الْحَرَكَة.

وَإِن أغْلظ الْبَوْل الرَّقِيق فِي الرَّابِع دلّ على أَن البحران فِي السَّابِع وَإِن ظهر فِي اللَّوْن ونضج دلّ على ذَلِك أَيْضا.

وَجَمِيع مَا يظْهر فِي الْبَوْل فِي الرَّابِع مِمَّا فِيهِ عَلامَة النضج يدل على البحران فِي السَّابِع وَلَيْسَ ينذر إِذا ظَهرت هَذِه الْعَلامَة فِي يَوْم آخر من أَيَّام الْإِنْذَار أَن يكون البحران فِي الْيَوْم الَّذِي ينذر بِهِ إِلَّا أَن يكون الْمَرَض خبيثاً سَرِيعا لِأَن هَذَا اللَّوْن أَعنِي الْأَحْمَر يدل أبدا على تَأَخّر وَطول من الْمَرَض وَإِنَّمَا ذكر ذَلِك لِأَنَّهُ إِذا كَانَت هَذِه كَافِيَة فِي الدّلَالَة فكم بالحرى ترى مَا هُوَ أقوى مِنْهَا.

وَقد تفقدت ظُهُور هَذِه الغمامة فِي الرَّابِع فَوجدت البحران بعْدهَا يكون فِي السَّابِع من الزَّمَان مساوي لَهَا فِي أول الْمَرَض إِلَيْهَا.)

فَأَما مَتى ظَهرت فِي الْحَادِي عشر فانه لَا يكَاد يَجِيء البحران فِي الرَّابِع عشر لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول إِذا كَانَ إِنَّمَا بَينهمَا ثَلَاثَة أَيَّام.

<<  <  ج: ص:  >  >>