للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السكر وَكَثْرَة الشَّرَاب ومواترة الشَّرَاب إِلَى أَرْبَعِينَ وَأما بعد الْأَرْبَعين من السن إِلَى سنّ الشيخوخة خَاصَّة فَإِنَّهُم يَنْتَفِعُونَ بِهِ نفعا عَظِيما مَعَ أَنه يسلي الْإِنْسَان وَيذْهب خبث نَفسه.

ابْن ماسويه قَالَ: الكمثري يذهب بِضَرَر الْفطر إِذا طبخ مَعَه والكمثري يحْتَاج أَن يشرب بعده مَاء الْعَسَل لِئَلَّا يُورث القولنج.

قَالَ: أكل السّمك عسر الهضم وَلَا يفلت من شَره إِلَّا بِعَسَل كثير يُؤْكَل بعده.

وَقَالَ: من أَكثر من الْخِيَار والقثاء احْتَاجَ أَن يكثر من النانخواه إِلَّا أَن تكون معدته ملتهبة.

من كتاب حنين فِي تَدْبِير الأصحاء بالمطعم وَالْمشْرَب قَالَ: لما كَانَت أبداننا دائمة التَّحَلُّل من الْهَوَاء الْمُحِيط وَمن الْحَرَارَة الغريزية الَّتِي فِينَا احْتَاجَت إِلَى الاغتذاء لتخلف بَدَلا مِمَّا يتَحَلَّل وَلِأَنَّهُ لَيْسَ جَمِيع مَا يُؤْكَل يَسْتَحِيل احْتِيجَ إِلَى مجاري الفضول فَلذَلِك جملَة حفظ الصِّحَّة الإخلاف بالغذاء وإدرار الفضول.

قَالَ: وَمن كَانَ معتدلاً فِي مزاجه يتَوَلَّد فِيهِ دم خَالص نقي فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغذي بالأغذية المعتدلة وَقد يكون قدرهَا كَقدْر عظم جثته وَقدر يقظته ونومه وَمن كَانَت تتولد فِيهِ صفراء أَو)

سَوْدَاء أَو بلغم فليعط الأغذية ألف ي المضادة لما يتَوَلَّد وَمن يكثر تولد النفخ فِيهِ فليعط مَا لَا ينْفخ الْبَتَّةَ وَمَتى كَانَ الْبدن مستحصفاً عسر التَّحَلُّل فغذه بأغذية قَليلَة لَطِيفَة رقيقَة لقلَّة مَا يتَحَلَّل مِنْهُ فَهَذَا هُوَ التَّدْبِير مَا لم يعرض شَيْء مَانع فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت الكبد بَارِدَة ضيقَة المجاري واحتيج إِلَى اسْتِعْمَال اللطيفة وَاجْتنَاب الغليظة وَإِن كَانَ الْبدن منهوكاً مُحْتَاجا إِلَيْهَا متخلخلاً لِئَلَّا تحدث فِي الكبد سدداً وَإِذا كَانَت الكبد حارة فيحذر الحلوة وَإِن احْتَاجَ إِلَيْهَا الْبدن لسرعة استحالتها إِلَى الصَّفْرَاء وَرُبمَا كَانَ يتَوَلَّد فِي الْمعدة بلغم فَيحْتَاج أَن يُعْطي مَا يجلو وبقطع إِن كَانَ يجوز ذَلِك وَرُبمَا احْتَاجَت لِضعْفِهَا أَن تقوى بأغذية لَا يحْتَاج إِلَيْهَا سَائِر الْبدن وَحِينَئِذٍ يجب أَن تنظر فِي الأوجب وَرُبمَا كَانَت تولد مرَارًا كثيرا فتحتاج أَن تخلط بالأغذية مَا يقمع حِدة الصَّفْرَاء وَيتْرك المولدة لَهَا وَرُبمَا كَانَ الطَّعَام يطفو على رَأس الْمعدة فتحتاج إِلَى اسْتِعْمَال الأغذية الثَّقِيلَة غير الرقيقة وَالْحَرَكَة الْيَسِيرَة الرفيقة وَاجْتنَاب الحساء لِئَلَّا يرْتَفع الْغذَاء إِلَى فَوق وَرُبمَا انحط الْغذَاء قبل انهضامه وَحِينَئِذٍ إِلَى مَا يقبض ويمسك أسافل الْمعدة وَرُبمَا أَبْطَأَ انحداره واحتيج إِلَى أَن يسْتَعْمل مَا يلين الْبَطن وَمَتى كَانَ الرَّأْس حاراً قَابلا للبخار احْتِيجَ إِلَى اجْتِنَاب الأغذية الحارة وَإِن احْتَاجَ إِلَيْهَا سَائِر الْبدن.

وَانْظُر فِي مِقْدَار الْحَرَكَة قبل الطَّعَام فَإِن كَانَت كَثِيرَة عنيفة فاغذه بأغذية غَلِيظَة لزجة كَثِيرَة بطيئة التَّحَلُّل وَلم تَأمره بالحمية لقلَّة الْحَاجة إِلَيْهَا وَمَتى لم تكن قبل الطَّعَام حَرَكَة أَو كَانَت يسيرَة فَلَا تقتصر على الحمية وَقلة الطَّعَام ولطافته دون أَن تسْتَعْمل مَعَ ذَلِك إفراغ الفضول بالإسهال وَالْبَوْل وَالْحمام والفصد لتستنظف الفضول ألف ي وَمَتى كَانَت الْحَرَكَة كَافِيَة استعملنا الأغذية المعتدلة فِي كثرتها وَقدر لطافتها وغلظها وَكَذَلِكَ النّوم بعد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>