من الكيموسين قَالَ: لما تجنبت وَتركت الْفَاكِهَة وَالَّتِي تولد الْخَلْط النيء بالرياضة وَكَانَ لَا يُصِيبنِي سوء فَسَاد هضم بقيت بِلَا حمى أَنا وَجَمِيع من قبل مني مُنْذُ سِنِين كَثِيرَة ألف ي خمس عشرَة سنة وَعشْرين من غير أَن احتجنا مَعَ ذَلِك إِلَى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة وَكَذَا تكون حَال من عني بالهضم والارتياض فَأَما من لَا يُمكنهُ أَن يرتاض قبل الطَّعَام وَلَا أَن يَأْكُل فِي الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ وينام فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن تدوم صحتهم إِلَّا بِاسْتِعْمَال الإسهال فِي بعض الْأَوْقَات والفصد وإدرار الْبَوْل فَإِن صحتهم لَا تبقى إِلَّا بذلك اجْتِمَاع الْخَلْط الرَّدِيء فِي الْعُرُوق يؤول إِلَى أَمريْن: إِمَّا أَن يَسْتَحِيل إِلَى الدَّم وَإِمَّا أَن يعفن وَهَذَا الْخَلْط يتَوَلَّد عَن الأغذية الغليظة وَعَن قلَّة اسْتِيلَاء لي فِي خلال كَلَامه: وَعَن الْفَوَاكِه الرّطبَة كالمشمش والتفاح وَكَذَلِكَ من أَكثر من هَذِه يحْتَاج أَن يتَعَاهَد بالإسهال. لي الْحَد الْجيد فِي الأغذية أَن لَا يتَوَلَّد مِنْهَا دم مراري وَلَا يتَوَلَّد عَنْهَا خلط كثير نيء فاعرف ذَلِك بعلاماته واقصد أبدأ بتدبيرك وَكَذَلِكَ تغذى المحمومين بِالْخِيَارِ والبقول الْبَارِدَة الرّطبَة لِأَن دِمَاءَهُمْ مرارية يحْتَاج أَن يكثر فِيهَا الْخَلْط النيء لتعتدل وتغذى الأصحاء بِمَا لَا يُولد هَذَا الْفضل وخاصة من لم تكن طَبِيعَته حارة لِأَن هَذَا الْفضل إِذا كثر عفن وأشعل حميات وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك ويحرز إِن شَاءَ الله.
وَقد شبه جالينوس هَذَا الْفضل بِالْمَاءِ القاتم والأشياء الَّتِي تقيم مُدَّة فِي مَكَان فتعفن.
وَقَالَ: هَذِه رُطُوبَة غَرِيبَة فِي الْبدن لَا تلتزق بِهِ إِلَّا أَن تنضج وَكَذَلِكَ رُبمَا بادرها العفن قبل ذَلِك واشتعلت حميات.
قَالَ: الأغذية اللطيفة تجْعَل من يدمنها ضَعِيفا نحيفاً تسرع إِلَيْهِ الْآفَات فَهِيَ لذَلِك مذمومة وَإِنَّمَا يجب أَن تسْتَعْمل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا فِيهَا.
قَالَ: وَاعْلَم أَن الهضوم الثَّلَاثَة يتبع بَعْضهَا بَعْضًا فِي الْجَوْدَة والرداءة فالهضم الَّذِي فِي الْمعدة إِن كَانَ جيدا ألف ي تبعه هضم الكبد جيدا وَتبع هضم الكبد هضم الْعُرُوق وبالضد.
وَمن كتاب روفس عَلَامَات الصَّائِم ضعف الْبدن وَصغر الْعُرُوق وَفَسَاد اللَّوْن وعلامة المكثر من الطَّعَام قُوَّة الْبدن والنشاط للْعَمَل وجودة اللَّوْن.
قَالَ: اللَّحْم ملائم للبدن جدا لِأَنَّهُ يزِيد فِي اللَّحْم بِسُرْعَة ويقويه غَايَة التقوية لِأَن كل شَيْء يقوى يُشبههُ.)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute