للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الجنبين وَالنَّفس الْحَار وَثقل رَأسه وَذَهَبت ألف ي شَهْوَته للطعام وَرُبمَا اشْتهى الشَّهَوَات الردية وَعرض لَهُ السهر واصفر اللَّوْن وضعفت قوته ولانت طَبِيعَته لينًا مفرطاً ويتبرز برازاً لينًا لذاعاً رَقِيقا ومرارياً وَرُبمَا تقيأ.

قَالَ: وَإِذا تمليت من الطَّعَام فَأَرَدْت أَن تتقيأ فأسرع قبل أَن ينهضم أَو يَأْخُذ فِي الهضم وامنع من الْقَيْء من لَا يحْتَمل ذَلِك على مَا فِي بَابه وَإِن لم يحْتَمل الْقَيْء على مَا وَصفنَا فِي بَابه بِسَبَب أمزجتهم وخلقهم فَأَمرهمْ بِالنَّوْمِ كثيرا وَشرب المَاء الْحَار مرَارًا كَثِيرَة فَإِن شرب المَاء الْحَار يجلب إِلَيْهِم النعاس وَيغسل الأمعاء ويهضم الطَّعَام جيدا ويحدره وخاصة إِذا كَانُوا مُحْتَاجين إِلَى الإسهال وَأمرهمْ بالاستحمام وتقليل الْغذَاء وَشرب شراب ممزوج بِالْمَاءِ الْكثير وَيمْنَعُونَ من الطَّعَام مَا لم يخرج مَا أكلوه وينهضم سَرِيعا.

وَحكى جورجس عَن ج أَنه قَالَ: إِن الْإِنْسَان لَا يزَال صَحِيحا مَا دَامَ يَأْكُل باعتدال وَتخرج مِنْهُ فضوله على مَا يجب وَيجب إِذا امْتنعت أَن تدر الْبَوْل وتسهل الْبَطن بالأشياء الَّتِي تسْتَعْمل فِي حفظ الصِّحَّة قد ذَكرنَاهَا فِي المسهلات وَمثل هَذَا صمغ البطم قدر بندقه مَعَ شَيْء من ملح يسقى عِنْد النّوم وبمثل الْأَطْعِمَة الَّتِي تسهل كمرق الحلزون البحري والسلق واللبلاب والبسفايج فِي الطَّعَام وَالصَّبْر قدر ثَلَاث حمصات يسْتَعْمل عِنْد النّوم. لي حب لهَذَا الْعَمَل: يُؤْخَذ نصف دِرْهَم صَبر وَمثله من علك البطم ودانق نظرون)

وَيُؤْخَذ فَإِنَّهُ جيد.

الْفُصُول: أحمل النَّاس للإمساك عَن الْغذَاء الْمَشَايِخ وبعدهم الكهول والفتيان أقل احْتِمَالا لَهُ وَالصبيان أقل احْتِمَالا من الفتيان وَمن كَانَ من الصّبيان أقوى شَهْوَة فَهُوَ أقل احْتِمَالا لَهُ وَإِنَّمَا يصلح هَذَا فِي الْمَشَايِخ فِيمَن هُوَ فِي ابْتِدَاء الشيخوخة لَا فِي الَّذين هم ألف ي فِي الْغَايَة القصوى لِأَن أُولَئِكَ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْغذَاء فِي كل قَلِيل وَلَا يحْتَملُونَ الْإِمْسَاك عَنهُ وقتا طَويلا وَأَكْثَرهم يحْتَاج مِنْهُ إِلَى الْقَلِيل جدا فِي كل مرّة وَذَلِكَ أَن حَالهم كَحال السراج الَّذِي قد قرب من الانطفاء فَهُوَ يحْتَاج أَن يُزَاد فِيهِ الزَّيْت قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحْتَمل أَن يصب فِيهِ شَيْء كثير دفْعَة فَلذَلِك يجب أَن يطعم مَرَّات كَثِيرَة بكمية قَليلَة.

وَأما الصّبيان فَلِأَن الْحَرَارَة الغريزية فيهم كَثِيرَة وأبدانهم فِي النشؤ وَيكثر التَّحَلُّل مِنْهُم فهم يحْتَملُونَ الْكثير من الطَّعَام دفْعَة وَمن الفتيان مَتى مَا أَمْسكُوا عَن الطَّعَام مُدَّة أضرّ ذَلِك بهم وأمرضهم.

وَمن كَانَ أقوى شَهْوَة فَهُوَ فِي حرارته بِأَكْثَرَ تحلله أَكثر فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى استجلاب ذَلِك أسْرع ومضرته إِن لم يفعل أَكثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>