للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وعد فِيهِ حَتَّى لَا توهن الطبيعة فَإِن الْأَعْضَاء تألفه فَإِنِّي رَأَيْت أَقْوَامًا بهم مالنخوليا عولجوا بأكباب فَلم ينتفعوا وَلما ترك علاجهم برؤا بعد.

ابْن ماسويه فِي كِتَابه فِي علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: كل شَيْء يعالج بِهِ الْبدن فَأَما أَن يخرج عَنهُ شَيْئا بِمَنْزِلَة المسهل وَإِمَّا أَن يحبس فِيهِ شَيْئا بِمَنْزِلَة السفرجل وَإِمَّا أَن يزِيد فِيهِ شَيْئا بِمَنْزِلَة الْخبز وَإِمَّا أَن يُغير المزاج بِمَنْزِلَة المَاء الْبَارِد فِي الْحمى.

لَا تدم على دَوَاء مُدَّة طَوِيلَة لِأَن الطبيعة تستخف بِهِ. لي فَإِن لن تقدر فِيمَا تعالج بِهِ من هَذَا شَيْئا فَلَا معنى لَهُ إِلَّا أَن يدعى أَن فِيهِ خَاصَّة.

أفيذيميا الْمقَالة الأولى من مسَائِله: إِذا كَانَ الْمَرِيض يحسن الحمية والطبيب يحسن التَّدْبِير وَالْمَرَض يزْدَاد فَإِنَّهَا عِلّة سوء وبالضد.

الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: ٣ (لأمراض الْحَادِثَة عَن الشِّبَع) ٣ (شفاؤها الْجُوع وَالَّتِي من التَّعَب بالراحة وَكَذَلِكَ فِي الأضداد.) أغلوقن فِي الأولى قَالَ: يجب أَن تدخل على كل كَيْفيَّة فَتَجَاوز الْحَد الطبيعي ضدها ألف ي فَإِن ذَلِك أصلح كثيرا فِيهَا من الاستفراغ. لي قد عظم جالينوس فِي هَذَا الْموضع أَمر تَبْدِيل المزاج وَإِنَّمَا فعل ذَلِك على طَرِيق الْمُبَالغَة فِي الْكَلَام وَذَلِكَ بَين من كَلَامه هُنَاكَ وعَلى الْحَقِيقَة فَلَيْسَ تَبْدِيل المزاج بصغير الْقدر فِي العلاج بل كَأَنَّهُ الْبَاب الْأَعْظَم مِنْهُ وَذَلِكَ أَن جَمِيع أَبْوَاب العلاج صنفان: الاستفراغ وتبديل المزاج يحْتَاج إِلَيْهِ أَكثر وأعم وألزم فِي مَوَاضِع أَكثر من الاستفراغ وَالْحَد الْحَقِيقِيّ فِيهِ مَا كَانَ تهَيَّأ فِيهِ أَن تحيله الْأَدْوِيَة فَلَا يحْتَاج إِلَى استفراغ فَأَما مَا لم يكن فِيهِ ذَلِك فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الاستفراغ أَولا حَتَّى يقل مِقْدَاره ثمَّ إِلَى تَبْدِيل المزاج وَفِي الْأَحْوَال الَّتِي لَا مَادَّة مَعهَا فَلَا تحْتَاج إِلَى تَبْدِيل المزاج فَقَط. ٣ (مُشَاركَة الْأَعْضَاء بَعْضهَا بَعْضًا) الأولى من الثَّانِيَة من أفيذيميا قَالَ: مُشَاركَة الْأَعْضَاء بَعْضهَا بَعْضًا لبَعض الْعِلَل على ثَلَاثَة أضْرب: إِمَّا للمجاورة وَإِمَّا للإتفاق فِي الْفِعْل وَإِمَّا للاتفاق فِي الْجِنْس أما الِاتِّفَاق فِي الْجِنْس فَلَمَّا شَارك الْعُضْو العصبي للعضو وَالَّذِي تغلب عَلَيْهِ الشرايين وَالْعُرُوق الَّذِي تغلب عَلَيْهِ الشرايين وَالْعُرُوق وَأما اتِّفَاق الْفِعْل فمشاركة الثديين لأعضاء التوليد. لي يحرر هَذَا ويستقصى عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله.

من مسَائِل الْفُصُول: إِذا كَانَت فِي الْعُرُوق أخلاط ردية مرارية وَالْبدن بِحَال نُقْصَان فَلَا تسْتَعْمل الاستفراغ لَكِن التغذية الْكَثِيرَة لتعم الْخَلْط الردي.

الْخَامِسَة من تَدْبِير الأصحاء: وَلَا تدمن على الْبدن بعلاج دَوَاء وَاحِد فَإِن الطبيعة تألفه فتستخف بِهِ وَيصير كالحال فِي الْغذَاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>