السَّادِسَة: إِذا سقيت دَوَاء فَلَا تأخذن بعده شَيْئا يُغير الدَّوَاء من طَعَام وَغَيره لَكِن خمل الدَّوَاء فِي الْوَقْت ليعْمَل عمله ويتفشى فِي الْبدن ثمَّ اعْمَلْ مَا شِئْت. ألف ي من فُصُول أفيذيميا: الْأَمْرَاض الَّتِي لَا تحدث إِلَّا فِي كل ندرة يعسر انقضاؤها.
مسَائِل الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: تَبْدِيل الأخلاط ضَرْبَان: إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فِيهَا وَإِمَّا بِالنُّقْصَانِ)
مِنْهَا فَاسْتعْمل الأول عِنْدَمَا يكون حَال الْبدن حَال امتلاء وَزِيَادَة.
لِجَالِينُوسَ فِي صبي يصرع قَالَ: أعْطه مَا يَشْتَهِي قَلِيلا وَإِن كَانَ ضاراً لِأَنَّك إِن حَملته على الحمية المفرطة لم يُؤمن لإفراط الشَّهْوَة أَن يَأْكُل سرا فيستكثر وَإِذا كَانَ أكله عَلَانيَة بِقدر مَا تسكن شَهْوَته لم يحرص على ذَلِك كل الْحِرْص.
أبقراط فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: الْأَمْرَاض الكائنة من سوء مزاج بِلَا مَادَّة سريعة الْقبُول للبرء وَأما الكائنة من الْموَاد فَإِنَّهَا لَا تَبرأ دون أَن تستفرغ تِلْكَ الْموَاد وتنضج.
الرَّابِعَة عشرَة من النبض قَالَ فِي صدق الطَّبِيب وإيضاح مَا يحد: وَالثَّانِي بِلُزُوم الطَّبِيب لعليل حَتَّى لَا يُفَارِقهُ الْبَتَّةَ وَهُوَ أفضل أَبْوَاب التعرف.
حِيلَة الْبُرْء قَالَ جالينوس: إِن قَول الْأَطِبَّاء: يجب أَن يبْدَأ من العلاج بأخفه فَإِن لم ينْتَفع ارتقيت إِلَى مَا هُوَ أقوى إِنَّمَا هُوَ قَول صَحِيح فِي الْعِلَل الَّتِي لَيْسَ صَاحبهَا مِنْهَا على خطر وَأما الْعِلَل الخطرة فَذَلِك مُنكر كَقَوْل أبقراط فِي الْفُصُول: أبلغ المداواة فِي الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الْغَايَة القصوى من الِاسْتِقْصَاء إِذا كَانَ الْفضل يتحلب من عُضْو فعالج الْعُضْو الَّذِي يتحلب مِنْهُ وَاقْتصر بِالَّذِي يتحلب إِلَيْهِ على التقوية فَقَط وَمنع التحلب يكون من جِهَتَيْنِ: أَحدهمَا إِن جَمِيع الْموَاد الَّتِي تتحلب قد يمْنَعهَا الْأَشْيَاء القابضة وَالْآخر برد ذَلِك الْعُضْو إِلَى مزاجه الطبيعي وَانْظُر بعد ذَلِك فِي جملَة الْبدن وَفِي عُضْو عُضْو مِنْهُ هَل فِيهِ امتلاء وَفِي الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة ألف ي هَل انْقَطع شَيْء كَانَ يسيل فَإِنِّي رَأَيْت خلقا كثيرا كَانَ يصيبهم زكام فَانْقَطع الزُّكَام وَمَال الْفضل إِلَى الرئة وَالْعين والمعدة فَإِن كَانَت الفضلة مَالَتْ من أَعْضَاء خسيسة إِلَى أَعْضَاء نفيسة فَردهَا بِالْعَكْسِ واقطع السَّبَب الْفَاعِل للسيلان على مَا قد تبين فِي حفظ الصِّحَّة.
إِذا تضادت الاستدلالات فَانْظُر إِلَى أقواها قُوَّة واعمل بحسبها لَا إِلَى أَكثر عددا وَلَا تغفل أَمر هَذَا أَيْضا إِن أمكن فَإِن لم يُمكن مَعَ الأول فَلَا تلْتَفت إِلَيْهِ.
وَمن القوانين العامية أَن يكون إِذا بَدَأَ فضل يمِيل إِلَى عُضْو فاستفرغ مِنْهُ شَيْئا لِأَن ذَلِك يجر إِلَيْهِ وَأَن تقويه وَأَن تسْتَعْمل فِي آخر الْعِلَل المحللة المجففة فَإِن هَذَا يستقصي الْبَقِيَّة الَّتِي تبقى من تِلْكَ الْمَادَّة ويفنيها. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة: الدَّلِيل على مرض الْعُضْو لبثه بِحَالهِ وَالدَّلِيل على)
مشاركته تزيد علته مَعَ عِلّة غَيره وتنقصه بتنقصه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute