قَالَ: والطبيب الحاذق يقدر على أَن يُبرئ بدواء وَاحِد عللاً كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُمكنهُ أَن يُبرئ بالمرداسنج القروح وَأَن ينْبت بِهِ اللَّحْم وَأَن يدمل بِهِ بِأَن يخلط شَيْئا يعد شَيْء فِي حَال بعد حَال ويمكنه إِذا لم يجد أدوية فِي الْقرى والدساكر أَن يسْتَبْدل مِنْهَا أَشْيَاء هينة مَوْجُودَة فَيَنْبَغِي أَن يحمد إِذا برِئ على يَدَيْهِ أمراض ردية.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: قَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون الطَّبِيب لطيفاً فِي بدنه نظيفاً فِي وَجهه وشعره وَسَائِر أَعْضَائِهِ وَتَكون ثِيَابه نظيفة. قَالَ الْيَهُودِيّ: يَنْبَغِي أَن يكون الطَّبِيب باشا طلقاً حسن الْمنطق وَلَا يكون عبوساً وَلَا عجولاً متهوراً وَلَا شَرها إِلَى المَال وَيكون لَهُ لِسَان وهيئة حَسَنَة فِي خلقه ورتبته وَيكون كهلاً فِي السن ورحمياً بالمريض متحنناً عَلَيْهِ حَافِظًا لسر يطلع عَلَيْهِ وَإِن فصد إنْسَانا أَو سقَاهُ دَوَاء حَضَره.
الْمقَالة الأولى من أَيَّام البحران فِي آخرهَا قَالَ: من قَرَأَ كتب أبقراط وَلم يخْدم أفضل مِمَّن خدم وَلم يقْرَأ كتب أبقراط قَالَ: إِنَّه لما ولي علاج الْمُقَاتلَة وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة لَام مَوْلَاهُ على)
ذَلِك الْملك فَقَالَ مَوْلَاهُ: رَأَيْت مَا أفناه هَذَا الشَّاب من عمره فِي