قَالَ: وأدل دَلِيل على الْخَلْط الْفَاعِل لون جلدَة الرَّأْس وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسّن وَالزَّمَان والبلد.
الأولى من الميامر قَالَ: يعرض من رُطُوبَة ردية تصير إِلَى أَسْفَل الشّعْر فاستدل على نوعها بلون الْجلد وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم ثمَّ استفرغ الْبدن من ذَلِك الْخَلْط وضاده بالغذاء.
وَأَنا أسهل هَؤُلَاءِ بالأيارج الْحَنْظَلِي على وَجهه إِذا كَانَ السَّبَب بلغميا وأزيد مَعَه خربقا أسود إِذا كَانَ الْخَلْط سوادويا أَو سقمونيا إِذا كَانَ صفراويا فَأَما بايارج شَحم الحنظل على وَجهه فان شَأْنه إسهال البلغم خَاصَّة من الرَّأْس وَحب القوقايا جيد أَن يسهل بِهِ هَؤُلَاءِ وَبعد الإسهال وَيجب أَن تستفرغ هَذَا الْخَلْط من أصُول الشّعْر قبل أَن يكْتَسب جلدَة الرَّأْس مِنْهُ سوء مزاج لابثا يصير بِحَالَة وَاحِدَة دم جيد لَا محَالة وَقَلبه إِلَى نَوعه وَإِذا كَانَ الْغَرَض استفراغ هَذَا الْخَلْط فان أدويته يجب أَن تكون محللة.
قَالَ: وَإِنَّمَا صرنا نداوي دَاء الثَّعْلَب أول مَا يداوي بِهِ بالمحللة لِأَن الْخَلْط يكون قد حصل لِأَنَّهُ لَا يرسب دَاء الثَّعْلَب حَتَّى يرسب الْخَلْط ويستقر فِي أصُول الشّعْر وَيظْهر ضَرَره وفساده فاذا كَانَ فِي أول تكونه وجلدة الرَّأْس بَاقِيَة على حَالهَا فانه من الصَّوَاب استفراغ الْخَلْط وتقوية جلدَة الرَّأْس وَمنع الْخَلْط من أَن يصير الف ي إِلَيْهَا.