أكل الْفطر قبل أَن أزمن يشْبع مِنْهُ كل يَوْم فَلَمَّا عرض لَهُ دَاء الثَّعْلَب أسهلته بأيارج شَحم الحنظل وَحده فِي خَمْسَة أَيَّام مرَّتَيْنِ فِي الْمرة الأولى أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَفِي الثَّانِيَة خَمْسَة مَثَاقِيل وَقبل ذَلِك كنت سقيته من القوقايا إِحْدَى عشرَة حَبَّة كل حَبَّة فِي عظم الحمصة.
ونسخته: شَحم حنظل جُزْء عصارة إفسنتين جزءان سقمونيا جزءان صَبر مثله.
وَكنت عَازِمًا أَن آخذ بعد الإسهال فِي المضوغ والغراغر فَدفع عَن ذَلِك سفر فَرجع إِلَيْنَا بعد عشْرين يَوْمًا وَقد برأَ وَكنت تقدّمت إِلَيْهِ فِي إصْلَاح غذائه فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك اسْتعْملت دَائِما هَذَا العلاج فِي قوم فبرئوا كلهم بِغَيْر شَيْء آخر لكنى لم أرم أَن أجرب الِاقْتِصَار على الإسهال وَحده فَقَط فِي دَاء الثَّعْلَب المزمن لِأَنِّي علمت أَن فِي مثل هَذَا يكون قد لحجت فِيهِ الرُّطُوبَة فِي جلدَة الرَّأْس لحوجا عسرة الانقلاع.)
وَمَتى كَانَت الْعلَّة أَكثر إزمانا وجلدة الرَّأْس أسوء حَالا فَكُن فِي برئه بالإسهال وَحده أقل طَمَعا.
والأدوية الَّتِي يعالج بهَا دَاء الثَّعْلَب بالطلاء يجب أَن تكون محللة وَجَمِيع المحللة حارة وَلَكِن لَا يجب أَن تكون قَوِيَّة الْحَرَارَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحرق جلدَة الرَّأْس وَمَعَ ذَلِك ينقص من الْعلَّة فِي الِابْتِدَاء وَيظْهر عَنْهَا نفع عَظِيم ثمَّ إِنَّهَا تجْعَل جلدَة الرَّأْس من شدَّة الْجَفَاف فِي مثل حَال الصلع فَلذَلِك يجب أَن لَا تكون أدوية دَاء الثَّعْلَب تسخن إسخاناً قَوِيا ولتكن مَعَ ذَلِك لَطِيفَة لِأَنَّهَا تحْتَاج أَن تغوص فِي جلدَة الرَّأْس وَهِي غَلِيظَة قَوِيَّة وَيجب مَعَ ذَلِك أَن تكون جاذبه لتجتذب الدَّم الْجيد الف ي إِلَى الْموضع بِمَنْزِلَة التافسيا فانه قد اجْتمع فِيهِ التَّحْلِيل واجتذاب الدَّم.
وَلَكِن حرارته أَكثر مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ هَذِه الْعلَّة. فَلذَلِك فليستعمل بالحذر لِأَنَّهُ يحدث فِي الرؤس قروحا ورما وانتفاخا فلذالك تكسر قوته بالشمع والدهن اللَّطِيف مثل الزَّيْت الْعَتِيق ودهن الخروع وَإِن لم تَجِد شَيْئا من هَذ فاكسر قوته بِالْمَاءِ. اسْتعْمل الحَدِيث مِنْهُ فَهُوَ أرق والعتيق أغْلظ لِأَنَّهُ أقوى يَعْنِي أَكثر مَا تسحقه بِهِ من المَاء وَكَذَلِكَ من القيروطي.
قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل كَمَا قد أُتِي عَلَيْهِ ثَلَاث سِنِين فانه لَا ينفع وَأما الحَدِيث فانه حاد فاكسر قوته وَهُوَ الَّذِي لَهُ من سِتَّة أشهر إِلَى سنة.
والفريبون يُوَافق هَذِه الْعلَّة وَهُوَ من القوية الإسخان ودهن الْغَار وَهَذَانِ مَعَ أَنَّهُمَا يسخنان ويحللان يجذبان جذبا قَوِيا ويجلبان إِلَى الْموضع دَمًا جيدا فاستعملهما أما الفربيون فاخلطه بالشمع والدهن وَأما دهن الْغَار فاخلطه بشمع كي يبْقى على الْموضع.
الفربيون الْعَتِيق أَيْضا أَضْعَف فان كَانَ حَدِيثا فاخلط مِنْهُ قَلِيلا. وذد مَا احْتمل وَتوقف فان كَانَ عتيقا فاخلط مِنْهُ فِي القيروطي وَغَيره وَإِذا عَالَجت بِهِ فتفقد أَثَره فان احْتمل الْبدن فزد وغلا فانقص. فان الإفراط لَا يلْحق وَالتَّقْصِير يلْحق فأقوى مَا يسْتَعْمل فِي دَاء الثَّعْلَب الفربيون وَبعد الْخَرْدَل والحرف والتافسيا والأذراقي فَهَذِهِ فِي الطَّبَقَة الأولى ويتلوها فِي الْقُوَّة الكبريت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute