اللثة لِأَن إدمان الْخلال والعبث بِهِ ينكى اللثة فَمن اجْتنب هَذِه بَقِي لَهُ سَلامَة أَسْنَانه ولثته فَإِن أَرَادَ أَن يستظهر فليستعمل السنونات لي قد ذكرنَا مَا ذكر من وُجُوه فَسَاد الطَّعَام فِي بَاب الْمعدة.
قَالَ وأجود السنون مَا كَانَت مَعَه قُوَّة مجففة باعتدال وَلَا يكون لَهُ إسخان وَلَا تبريد ظَاهر لِأَن التجفيف من أوفق الْأَشْيَاء للأسنان إِذا كَانَ طباعها يَابسا وقوتها وصلابتها باليبس وَلِأَنَّهُ قد ينالها شَيْء من الرُّطُوبَة المنحدرة من الرَّأْس والمتصعدة من الرية والمعدة مَعَ مَا يكتسبه من رُطُوبَة الْأَشْرِبَة ب والأطعمة فيسترخي لذَلِك كثيرا وَيحْتَاج هِيَ واللثة إِلَى تجفيف فإمَّا الإسحان والتبريد فَلَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا فِي الندرة وَعند زَوَالهَا عَن طباعها زوالاً شَدِيدا وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى مَالَتْ إِلَى الْبرد فَيَنْبَغِي أَن تكون فِي السنون قوّة إسخان وبالضد فَهَذَا مَا يسْتَعْمل من السنون لحفظ الصِّحَّة وَقد يسْتَعْمل سنونات للزِّينَة إِمَّا لجلاء الأوساخ أَو الْحفر أَو التبييض أَو لشدَّة اللثة لي هَذَا مرض. قَالَ حنين وَإِذا اسْتعْمل سنُون لجلاء الْأَسْنَان وَلغيره فَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يكون فِيهَا مَعَ قُوَّة الْجلاء قُوَّة التجفيف مَا دَامَت الْأَسْنَان بَاقِيَة على طباعها فِي الْحر وَالْبرد ويميله إِلَى الْحر وَالْبرد بِحَسب ميلها إِلَيْهَا.
قَالَ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للأسنان يَنْبَغِي أَن يكون مَعهَا قُوَّة تجفيف كَمَا قلت إلاّ أَنَّهَا مَتى لم تكن الْأَسْنَان قد مَالَتْ عَن طباعها فَلَيْسَ يحْتَاج فِي حفظهَا إلاّ إِلَى التجفيف فَقَط فَأَما إِذا كَانَت قد حدثت بهَا آفَة فَيحْتَاج أَن يكون مَعَ التجفيف مضادة لتِلْك الآفة بِحَسب قوتها.
قَالَ فأمّا الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بِلَا حر وَلَا برد فجوز الدلب ولحا شَجَرَة الصنوبر وَقرن الأيل المحرق وَنَحْوهَا لي مِمَّا لَا كَيْفيَّة لَهُ فِي الطّعْم ظَاهِرَة وَلَا صلابة أرضية.
سنُون تقَوِّي الْأَسْنَان واللثّة وَلَا يحدث كثير حر وَلَا برد قرن الأيل المحرق عشرَة دَرَاهِم ورق السرو المحرق عشرَة دَرَاهِم جوز الدلب غير محرق خَمْسَة دَرَاهِم البنطافلن عشرَة برسياوشان محرق خَمْسَة دَرَاهِم ورد منزوع الأقماع ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب ثَلَاثَة دَرَاهِم ينعم سحقه ويستّن وَلِهَذَا مَعَ حفغظ جلاء فَإِن رَأَيْت فِي الْأَسْنَان واللثة فضل رُطُوبَة زايدة واحتجت إِلَى أَن تزيد فِيهِ مَا يحلّل فزد فِيهِ أصل الخطمى سَبْعَة دَرَاهِم فَإِن احتجت إِلَى جلاء أَكثر فَأصل الهليون وَمَتى احتجت إِلَى مَا يحلّل وَيدْفَع مَعًا وَذَلِكَ يكون إِذا رَأَيْت فِي أصُول الْأَسْنَان واللثة)
رطوية ورأيتها تزيد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute