للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَعلة الْمعدة لسوء مزاج أَو لورم أَو نَحوه أَو لبلاغم أَو أخلاط رَدِيئَة تَجْتَمِع فِيهَا وتلتصق بجرمها والأورام: إِمَّا من جنس الفلغموني أَو من جنس الترهل أَو من جنس الورم الصلب أَو خراجات أخر وقروح: إِمَّا خَارِجا أَو بَاطِنا أَو لنوم أَو لكيفية الأغذية أَو لكميتها أَو لسوء ترتيبها وَعلة الجشاء الدخاني وَمَا نحا نَحوه: الْحَرَارَة ضرب من العفونة وَذَلِكَ انه لَا يسخن شَيْء من الاطعمة سخونة شَدِيدَة فَلَا يعفن.

قَالَ: وَغَلَبَة المزاج الْحَار يعرض مَعَه الْعَطش وَحمى دقيقة وَمَتى بَطل الهضم لغَلَبَة سوء المزاج الْبَارِد لم يعرض عَطش وَلَا حمى ولبث الطَّعَام بِحَالهِ والمعدة لَا تَتَغَيَّر لَا فِي الجشاء وَلَا فِي الْقَيْء وَهَذَا غَايَة غَلَبَة المزاج الْبَارِد وَإِذا كَانَ اقل حَتَّى انه يعْمل فِي الاطعمة وَلَا يبلغ إِلَى أَن يتم الهضم فانه إِن كَانَت الاطعمة مائلة إِلَى الْبرد أَو معتدلة فِي الكيفيتين الفاعلتين فالجشاء حامض وَإِن كَانَ مزاج الاغذية حاراً وَكَانَت فِي طبيعتها نافخة أحدثت رياحاً بخارية غَلِيظَة وَإِذا حدثت الآفة بالهضم لسوء مزاج حَار أَو بَارِد حدث بطلَان الهضم بِسُرْعَة وعلاجه يكون اسهل لِأَن صَلَاحهَا يكون بكيفيات قَوِيَّة: وَأما الآفة الْحَادِثَة لسوء مزاج رطب أَو يَابِس فَأَنَّهُ لَا يبطل الهضم إِلَّا فِي زمن طَوِيل وَلَا يُمكن أصلاحه أَيْضا إِلَى بعسر لِأَن مداواته تكون بكيفيات ضَعِيفَة وخاصة مَتى احْتَاجَت إِلَى الترطيب وَالزَّمَان الَّذِي يصلح فِيهِ سوء المزاج الْبَارِد والحار متساو فَأَما الْخطر فَلَيْسَ بِوَاحِد وَذَلِكَ أَنَّك إِذا أحتجت إِلَى التبريد ثمَّ كَانَ بعض الْأَعْضَاء الْمُجَاورَة للمعدة بَارِدًا اَوْ ضَعِيفا لم يُؤمن أَن يَنَالهُ ضَرَر عَظِيم من الاشياء الْمبرد.

واما سوء المزاج الرطب واليابس فالخطر فيهمَا غير متساولأن الزَّمَان الَّذِي يعالج فِيهِ سوء المزاج الْيَابِس أَضْعَاف كَثِيرَة للزمان الَّذِي يعالج فِيهِ سوء المزاج الرطب قَالَ: وَهَذَانِ مزاجان إِذا أفرطا أدّى الرطب إِلَى الاسْتِسْقَاء واليابس إِلَى الذبول قَالَ: إِلَّا أَنه يتَقَدَّم هذَيْن المرضين قبل أَن يبلغ بالمعدة هَذَا الْفساد الْحَار أَن يبطل الهضم.

لي فهذان ساقطان إِذا. قَالَ: وَالْخَطَأ من خَارج يكون إِمَّا فِي سوء إستعمال السّكُون وَالْحَرَكَة مثل ان يكثر الْإِنْسَان النّوم أَو يقلهُ أَو يَجعله فِي غير وقته وَكَذَلِكَ فِي الرياضة أَن تكون بعد الْغذَاء أَو تكون قَليلَة أَو كَثِيرَة أَو يُؤْكَل الطَّعَام قبلهَا بِوَقْت يسير أَو عِنْد ترك الرياضة قبل الرَّاحَة)

أَو فِي سوء كمية الاطعمة قبل أَن يُؤْكَل مَا تمتلئ بِهِ الْمعدة امتلاءً شَدِيدا أَو لكيفية الْغذَاء أَن يُؤْكَل الْحَار جدا أَو الْبَارِد جداَ أَو العفص الغليظ أَو سوء تَرْتِيب وَهُوَ أَن يُؤْكَل بطيء الهضم وَيتبع بسريع الهضم أَو لسوء الْوَقْت الَّذِي يُؤْكَل فِيهِ مثل المباكرة بِالْغَدَاةِ قبل إنهضام الاول أَو قبل اسْتِعْمَال حَرَكَة أَو رياضة قَالَ: والاطعمة الحارة المولدة للمرارة يَجْعَل الجشاء دخانياً والاطعمة المدخنة والمطجنة واما فِي تجويف الْمعدة من خلط مراري أَو سوء مزاج الْمعدة الحارة وبالضد قَالَ: وَمَتى رَأَيْت الجشاء دخانياً وَلم يكن السَّبَب فِي ذَلِك طبيعة الاطعمة فالسبب هُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>