للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حرارة الْمعدة وَإِن كَانَ الجشاء حامضاً وَلم يكن السَّبَب من الأغذية الْبَارِدَة فالسبب فِي ذَلِك برودة الْمعدة وَلَا يتيبن هَل تِلْكَ الْحَرَارَة اَوْ الْبُرُودَة سوء مزاج فِي الْمعدة أَو خلط مصبوب فِي فضائها فامتحن على هَذَا باطعام الْمَرِيض اغذية مضادة لهَذَا الْمَرَض فأطعم من يفْسد الطَّعَام فِي معدته إِلَى الدخانية وَالشعِير وَمن يَسْتَحِيل إِلَى الحموضة الْعَسَل وَنَحْوه فان خبث مَعَ ذَلِك الجشاء بِحَالهِ فَلَيْسَ ذَلِك من الاطعمة.

فَأن أردْت أَن تعلم هَل ذَلِك لسوء مزاج الْمعدة أَو لخلط فِي تجويفها فانه إِذا كَانَ البرَاز يخرج مصبوغاً بمرار أَو بلغم فان ذَلِك الْخَلْط فِي التجويف وَذَلِكَ يكون بالقيء أبين إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يسْتَعْمل الْقَيْء فِي من يعسر عَلَيْهِ وَإِن كَانَت لسَبَب الاطعمة منصبغة بخلط فَذَلِك الْفساد لفساد مزاج الْمعدة أَو لخلط لاحج متشرب فِيهَا بَين طبقاتها وَمن عَلَامَات الْخَلْط إِذا كَانَ حاراً: الْعَطش والبارد بالضد.

لي لم يكن فِي كتاب حنين مَا ضرب عَلَيْهِ وجالينوس يَقُول: إِن الْخَلْط المشرب يلْزمه غثى وعسر قيء والسابح يلْزمه غثى وقيء قَالَ: والخلط فِي الْمعدة رُبمَا كَانَ مشرباً لجرمها أَو لاحجاً فِي طبقاتها وَلَا تخرج حِينَئِذٍ الْأَطْعِمَة منصبغة بذلك الْخَلْط وَالْفرق بَين هَذِه الْحَال وَبَين سوء المزاج إِن فِي هَذَا غثياً وَتلك لَا غثي فِيهَا والهضم قد يسوء أَيْضا من رداءة الكبد وَالطحَال فابحث عَنْهُمَا وَانْظُر أَي عِلّة فِيهَا حارة أم بَارِدَة وَمن عَلَامَات الْخَلْط الْحَار: الْعَطش والبارد بالضد.

لي قد يكون لسوء الهضم أَسبَاب أُخْرَى مِنْهَا: حَال الْهَوَاء والأستحمام ونقصان الشّرْب وَكَثْرَة إِخْرَاج الدَّم وَالْجِمَاع والهموم النفسانية وَنقص معرفَة السَّبَب إِن كَانَ السَّبَب سوء مزاج حَار فبرد وبالضد فانه يلْحق ذَلِك على الْمَكَان مَنْفَعَة وَإِذا لحقت الْمَنْفَعَة علاجك فان حكمك حِينَئِذٍ قد صَحَّ.)

قَالَ: وَالَّذِي يعالج بِهِ من كَانَ بِهِ خلط بَارِد أَو سوء مزاج بَارِد فالفلافي وَمَا نحا نَحوه وَالْخمر الصّرْف فَأَما الْخَلْط الْحَار فشراب الافسنتين وإيارج فيقرا وَإِذا صَحَّ الإنتفاع بذلك فقد صحت لَك الْمعرفَة أَيْضا فَالْزَمْ طَرِيق العلاج فان الْعلَّة تَبرأ الْبَتَّةَ.

لي وَكَذَا سوء المزاج بِلَا مَادَّة.

قَالَ: وَمَتى عرض من استعمالك الادوية أَذَى فتلاحق وَاعْلَم بأنك قد الف الف غَلطت فِي الأستدلال قَالَ: وَإِذا كَانَت الاطعمة لَا تفْسد وَلَا تَتَغَيَّر فَأعْلم بِأَن الْمعدة قد ضعفت غَايَة الضعْف وَقد يعرض هَذَا فِي بعض الاحوال لِكَثْرَة الطَّعَام أَو لشدَّة قبضهَا أَو غلظها فَإِذا لم يكن ذَلِك فان ذَلِك لضعف مزاج الْمعدة فِي الْغَايَة قَالَ: وَمن كَانَ مزاج معدته نارياً فَإِن لَحْمه قَلِيل لأجل قلَّة دَمه رداءته وَذَلِكَ ان الْغذَاء يجْرِي إِلَى الكبد وَقد فسد فيتولد دم حريف منتن فَلَا تغتذى بِهِ الاعضاء إِلَّا بِالْقَلِيلِ مِنْهُ لتكرهها بِهِ لسوء مزاجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>