للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من كتاب الْمعدة للإسكندر قَالَ: أَنه يحدث عَن فَم الْمعدة أَعْرَاض مُخْتَلفَة كالصرع والسبات والأغتنام لَا لعِلَّة وَالْخَوْف المالنخوليا وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة وَسُقُوط الشَّهْوَة والغثى وَفَسَاد الطَّعَام ووجع المعى والمثانة وَالرحم وَرُبمَا حدث عَنهُ أرق واختلاط فِي الذِّهْن.

الْكِنْدِيّ فِي رسَالَته فِي النقرس مَعَ وجع فِي الْمعدة: قَالَ: إِنَّك لَا تشْتَهي حَتَّى تَأْكُل شَيْء يهيج شهوتك لحر معدتك فَإِنَّهَا تبرد بِالطَّعَامِ الَّذِي تتناوله فيعتدل فتشتهي حِينَئِذٍ قَالَ: عَلامَة غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة قلَّة الْعَطش كَثْرَة الْجُوع فان كَانَ مَعَ ذَلِك مَادَّة قاء مَعَ ذَلِك بلغما وَإِن أكل لم يلبث أَن يقيئه ثمَّ يشتهى فَهَذَا أَيْضا أحد أَسبَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة قَالَ فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة قد تكون هَذِه الشَّهْوَة من غير غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة وَمن غير البلغم المحتبس فِيهَا وَذَلِكَ رُبمَا أَنَّهَا كَانَت من حرارة مفرطة وَرُبمَا كَانَت من ضعف الماسكة فِي الْجِسْم كُله فَانْظُر أَولا مَا السَّبَب فِي إفراط الشَّهْوَة للطعام ثمَّ عالج وَإِذا كَانَ إفراط الشَّهْوَة من حرارة كَانَ مَعَه عَطش شَدِيد وَلم يكن مَعَه قيء حامض ويعتقل الْبَطن فَأَما من عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة لضعف الماسكة الَّتِي فِي جَمِيع الْبدن فان مَعَ دلك يكون خُرُوج برَاز كثير فج وَلِهَذَا يعرض لَهُم الذرب كثيرا.

فِي هَذَا نظر وَقَالَ: عالج الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة من الْبرد وَالْفضل البلغمي فِي المسخنة خَاصَّة بِالشرابِ الصّرْف والأغذية الدسمة فَإِن هَذَا إِذا أمتلأ مِنْهَا سكن الْعلَّة.

فِي هَذَا غلط. قَالَ: وَإِذا كَانَت الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة الكائنة من فرط حرارة فأعط أغذية عسرة الهضم قَالَ: مَتى كَانَ إفراط شَهْوَة الطَّعَام لضعف الماسكة فاعرف سَبَب ذَلِك فان الماسكة يضعف من صنوف سوء المزاج وَاعْلَم أَن لُزُوم الْأَشْيَاء القابضة فِي هَذِه الْحَال خطأ وَلذَلِك يجب أَن تتعرف سوء المزاج الَّذِي هُوَ السَّبَب ثمَّ تقاومه وَضعف هَذِه الْقُوَّة من أجل اليبس عسر الْبُرْء.

هَذَا كَأَنَّهُ يُرِيد بالماسكة الَّتِي فِي الْمعدة لَا الَّتِي فِي جَمِيع الْجِسْم. وَقَوله: أَن هَذَا يكون فِي جَمِيع الكيفيات فَفِيهِ نظر فَإِن أَكثر مَا تضعف الماسكة من الْبرد فَإِذا عرف ذَلِك بِالدَّلِيلِ الَّذِي ذَكرْنَاهُ فَاسْتعْمل المسخنة سقيا وتضميدا وينفع مِنْهُ الترياق والرياضة وَالْحمام الْحَار والأسفار حَتَّى يثبت الطَّعَام ويستقر فِي الْمعدة قَالَ: وَإِذا كَانَ ضعف الماسكة من حرارة فليعط كل يَوْم خبْزًا مثرودا فِي مَاء بَارِد فِي السَّاعَة الثَّالِثَة مِمَّا يتغذى بالبيض الصلب السليق والدجاج غير المهراة)

فِي الغشى الجوعي قَالَ: هَذِه الْعلَّة هِيَ جوع شَدِيد مفرط وَيكون من حرارة مفرطة وَضعف فِي الْمعدة وَلذَلِك يعرض لصَاحِبهَا إِذا لم يَأْكُل غشى وَسُقُوط فدبرهم فِي حَال

<<  <  ج: ص:  >  >>