صنف من أَصْنَاف التشنج إِلَّا أَنه لَيْسَ ترى الْأَعْضَاء فِيهِ متشنجة لِأَنَّهَا تتمدد إِمَّا إِلَى قُدَّام وَإِمَّا إِلَى خلف والتمدد وَجَمِيع أَصْنَاف التشنج فِي قَول بقراط يكون إِمَّا من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية وَإِمَّا من استفرغها وَالَّذِي يكون من حمى محرقة فحدوثه من اليبس فَمَا كَانَ يحدث ابْتِدَاء فَوَاجِب أَن يكون تولده من امتلاء فَهَذَا الصِّنْف من التشنج يحلل الْحمى إِذا حدث بعده بعض تِلْكَ الرُّطُوبَة وَالْفضل ينضج بعض برودتها وَهَذَانِ هما غَرَض الْأَطِبَّاء ألف فِي علاجهم من هَذِه الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن التشنج بعد الْحمى ردى والحمى بعد التشنج الْحَادِث ابْتِدَاء جَيِّدَة لي لَوْلَا أَن مَعَ التمدد وجع شَدِيد لَكَانَ لَا يحس لِأَن الْعُضْو لَيْسَ يمِيل فِيهِ وَلَا إِلَى جِهَة وَاحِدَة لكنه منتصب والماهر من الْأَطِبَّاء يعلم إِذا رَآهُ أَن ذَلِك الْعُضْو مَعَ انتصابه يتمدد وَكَأَنَّهُ قد طَال.