للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) (١). وفي الحديث: "من سئل عن علم نافع فكتمه جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار" (٢).

والإنسان لا يولد عالماً، غير إنه قادر على تحصيل العلم ببذل الجهد، فهو يولد على الفطرة، وأبواه يؤثران تأثيراً بالغاً في نقل الأفكار والقيم والعقائد اليه، وفي الحديث: "إنما العلم بالتعلم" (٣).

ومادام للتعليم قدسية، ومنه ما هو فرض متعين على الأفراد، فلابد أن يكون "التعليم للجميع" ميسراً لا تعيقه أية عوائق مادية أو اجتماعية، وهكذا ساد مبدأ "مجانية التعليم"، وورد النهي عن أخذ الأجرة عليه، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب عن قبول هدية من أحد طلابه، وقال له: "إن أخذتها فخذ بها قوساً من النار" (٤). ويبدو أن النهي تكرر مع عبادة بن الصامت- إن لم يقع وهم في الاسم من قبل الرواة- قال عبادة: "علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن، فأهدي إلىَّ رجل منهم قوساً فقلت: ليست بمال وأرمي عليها في سبيل الله عز وجل، لآتيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إليَّ قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن وليست بمال وأرمي عليها في سبيل الله؟ قال: إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها" (٥).


(١) البقرة ١٥٩، ١٧٤.
(٢) أخرجه أبو داؤد: السنن حديث رقم ٣٦٥٨، والترمذي: الجامع حديث رقم ٢٦٤٩، وابن ماجة
:السنن حديث رقم ٢٦٦.
(٣) البخاري: الصحيح، كتاب العلم ١٠.
(٤) البيهقي: السنن ٦: ١٢٦.
(٥) أخرجه أبو داؤد: السنن، كتاب البيوع، باب في كسب المعلم حديث رقم ٣٤١٦ وفي إسناده المغيرة بن زياد أبو هاشم الموصلي صدوق له أوهام كما في تقريب التهذيب لابن حجر.

<<  <   >  >>