للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تقدم كتب الحديث النبوي معلومات مفصلة عن حركة الردة، بل تقتصر على إثبات وقوع الردة، وامتناع بعض القبائل عن دفع الزكاة، وما دار من نقاش بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حول قتال مانعي الزكاة، قال عمر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله"؟. فقال أبو بكر: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فان الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها". قال عمر: "فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق" (١). وذكر وقوع ردة مسيلمة وردة الأسود العنسي، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بظهور ثلاثين كذاباً من مدعي النبوة منهم الأسود ومسيلمة (٢)، وقدوم مسيلمة المدينة في بشر كثير من قومه (٣) واشتراطه حتى يسلم أن يكون الأمر له بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجابة الرسول صلى الله عليه وسلم له وفي يده قطعة جريد: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك (٤) الله، وإني لأراك الذي أريتُ فيك ما رأيتُ" (٥).


(١) البخاري: الصحيح (فتح الباري ١٢: ٢٧٥)، ومسلم: الصحيح حديث رقم ٢٠، ومالك: الموطأ ١: ٢٦٩، وأبو داود: السنن ٢: ١٩٨، والترمذي: السنن ٥: ٣، والنسائي: السنن ٥: ١٤.
(٢) البخاري: الصحيح (فتح الباري ٦: ٦١٦) ويبدو أنه قال ذلك بعد أن كثر الكلام عن مسيلمة بالمدينة (أحمد: المسند ٥: ٤٦).
(٣) ذكر الواقدي أنهم سبعة عشر نفساً (ابن حجر: فتح الباري ٨: ٩٠).
(٤) يعقرنك: يهلكك.
(٥) البخاري: الصحيح (فتح الباري ٦: ٦٢٧ و ٨: ٨٩، ٩٢ و ١٢: ٤٢٠ و ١٣: ٤٤٢). ومسلم: الصحيح ٤: ١٧٨٠ - ١٧٨١. والترمذي: الجامع ٤: ٥٤٢. وأحمد: المسند ١: ٢٦٣ و ٣: ٣٤٥ و ٦ ت ٣٤٤.

<<  <   >  >>