للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أثار وفد مصر عندما استقبلهم عثمان بالمدينة حمايته الحمى، فوضَّح لهم أن عمر حماه قبله لإبل الصدقة، وأنه زاد فيه لما زادت إبل الصدقة (١).

وورد في كلام لعائشة رضي الله عنها مع الثائرين ما يحدد أهم الانتقادات التي وجهوها إلى سياسة عثمان رضي الله عنه، قالت: "اسمعوا نحدثكم عما جئتمونا له، إنكم عتبتم على عثمان في ثلاث خلال، في إمارة الفتى، وموضع الغمامة- تريد الحمى- وضربه بالسوط والعصا. حتى إذا مصتموه- تريد غسلتموه - موص الثوب بالصابون عددتم عليه الفقر الثلاث، حرمة البلد، وحرمة الخلافة، وحرمة الشهر الحرام، وان كان عثمان لأحصنهم فرجاً وأوصلهم للرحم" (٢).

وقد أوضح محمد بن سيرين (٣٣ - (١١٠) هـ) أن عثمان بعث إلى المعارضين علي بن أبي طالب ورجلاً معه فاصطلحوا على خمس: أن المنفي يُقلب، والمحروم يُعطى، ويوفر الفيء، ويعدل في القسم، ويُستعمل ذو الأمانة والقوة. كتبوا ذلك في كتاب، وأن يرد ابن عامر على البصرة، وأبو موسي الأشعري على


(١) خليفة بن يخاط: التأريخ ١٦٨ - ١٦٩ بإسناد حسن ينتهي إلى شاهد عيان هو أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري مختلف في صحبته، لكنه أدرك خلافة أبي بكر، وشهد مقتل عثمان (مسلم: الكنى ١٢١، وابن حجر: الإصابة ٤: ٩٩).
(٢) أحمد: فضائل الصحابة ١: ٤٥٢ من زيادات ابنه عبد الله، بإسناد فيه عبد الملك بن عمير ربما دلس وكلامه في التقريب متأخر عن كلامه في "تعريف أهل التقديس" فينسخه، وقد عُمِّر فمات عن ثلاث ومائة، فوهنت ذاكرته دون أن يبلغ حد الاختلاط (الذهبي ميزان الاعتدال)، ومسعر بن كدام الراوي عنه كوفي قديم الطلب، والأغلب أنه روى عنه قبل اختلاطه، وقد تابعه هشيم عن عبد الملك وهو مدلس وقد عنعن (أحمد: فضائل الصحابة ١: ٤٥٥). والرواية تأريخية, ولو رددناها وأمثالها يضيع التأريخ ...

<<  <   >  >>