للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"لما حصر عثمان أشرف عليه فوق داره ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ قالوا: نعم. قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جيش العسرة: من ينفق نفقة متقبلة؟ والناس مجهدون معسرون، فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم. ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا: نعم. وأشياء عدَّدها (١). فانتشد له رجال (٢) وكان يخص بمناشدته الصحابة (٣)، ويلاحظ أن مخاطبته للثائرين كانت تُحدث أثراً مؤقتاً حتى انتشر النهيُ عنه بينهم مرةً "وجعل الناس يقولون: مهلاً عن أمير المؤمنين" (٤). "وقام الأشتر فقال: لعله لقد مكر به وبكم. قال- يعني أبا أسيد وهو شاهد عيان-: فوطئه الناس حتى لقد لقي كذا وكذا- يعنى من الأذى والشدة-. قال: فرأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم، ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه" (٥).


صحيح.
(١) الترمذي: السنن ٥: ٦٢٥ وقال: هذا حديث حسن صحيح كريب، وأحمد: المسند ١: ٣٤٠ - ٣٤١ بإسناد حسن.
(٢) أحمد: المسند ١: ٣٤٠ - ٣٤١ بإسناد حسن، ط. أحمد شاكر.
(٣) البخاري: الصحيح (فتح الباري ٥: ٤٠٦ - ٤٠٧) معلقاً.
(٤) خليفة: التأريخ ١٧٢ بإسناد حسن، وأبو سعيد شاهد عيان مختلف في صحبته، والطبري: تأريخ ٤: ٣٨٣.
(٥) الطبري: تأريخ ٤: ٣٨٣ بإسناد حسن.

<<  <   >  >>