للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من البصريين والكوفيين (١)، فإن جيش علي ينبغي أن يبلغ أكثر من خمسين ألف مقاتل، ولكن الأخباريين يشيرون إلى تخلف أزد البصرة (٢)، كما أن الأشتر ضعف حماسه للقتال، بل ثبط قومه عندما نصحهم بالتبصر في الأمر، قال عمير بن سعيد النخعي الكوفي (ت (١٠٧) هـ): "لما رجع علي من الجمل وتهيأ لصفين، اجتمعت النخع حتى دخلوا على الأشتر فقال: هل في البيت إلا نخعي؟ فقالوا: لا. فقال: إن هذه الأمة عمدت إلى خيرها فقتلته، وسرنا إلى أهل البصرة، قوم لنا عليهم بيعة، فنُصرنا عليهم بنكثهم، وإنكم تسيرون غداً إلى أهل الشام، قوم ليس لكم عليهم بيعة، فلينظر كل امرئ منكم أين يضع سيفه" (٣). وهذه النصيحة المثقلة بالورع تدل على غضب الأشتر لعدم حصوله على ما كان يتوقعه من إمارة البصرة التي تولاها ابن عباس (٤)، ولا تعبر عن تغير دائم في موقفه من مواجهة معاوية والشاميين فقد كان من مثيري الفتنة ضد عثمان. وإنما يطالب معاوية برأسه ورؤوس أمثاله من الذين تمالؤا على قتل عثمان.

وبالمقابل فقد أشرك الأحنف بن قيس التميمي وعشيرته في جيش على، وكان معتزلاً لحرب الجمل بإذن من علي رضي الله عنه (٥).


وابن كثير: البداية والنهاية ٧: ٢٦٠ وراجع عن دراسة الروايات عبد الحميد علي ناصر: خلافة علي، الملحق رقم ١٧٢).
(١) صالح العلي: امتداد العرب في صدر الإسلام ٢٥، ٢٦.
(٢) البلاذري: أنساب الأشراف ٢: ق ٥١أعن أبي مخنف وغيره، وأبو مخنف أزدي متعاطف بقوة مع علي، فلا يمكن أن يتعمد التقليل من مشاركة قبيلته في صفين بدون حق.
(٣) ابن أبي شيبة: المصنف ١١: ١١٢ و ١٥: ٢٦٥، والحاكم: المستدرك ٣: ١٠٧ بسند حسن
(٤) الطبري: تأريخ ٤: ٤٩٠ بسند حسن.
(٥) البلاذري: أنساب الأشراف ٢: ق ٥١ أعن أبي مخنف وغيره.

<<  <   >  >>