للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تجمع جيش علي بالنخيلة غرب الكوفة، وقد ضم عدداً من الصحابة البدريين وأصحاب بيعة الرضوان (١)، ويذكر الأخباري عوانة بن الحكم أن علياً بعث من النخيلة اثني عشر ألف مقاتل باتجاه الموصل، ثم اجتاز إلى المدائن فأرسل منها ثلاثة آلاف مقاتل (٢) ثم مضى علي بجيشه من المدائن إلى محاذاة الموصل (نينوى) (٣) ثم عبر الفرات قرب الرقة حيث نزل على صفين، وكانت مدن الجزيرة مثل الرقة وقرقيسياء وعانات وهيت موالية لمعاوية، ومعظمهم من بني الأرقم وهو حي عظيم من كندة، وقد شهدوا صفين مع معاوية (٤).

وكان الجيش الشامي قد عسكر في صفين واستولى على المياه، ومنع جيش العراق منها، فقام الأشعث بن قيس- بأمر على- بتخليص المياه من أيدي الشاميين (٥) وكان ذلك في بداية شهر ذي الحجة سنة (٣٦) هـ، ثم استمر القتال بشكل كتائب محدودة العدد طيلة الشهر والأسبوع الأول من محرم (٣٧) هـ دون أن يلتحم الجيشان، وكان الأمل في الصلح يحدو الجميع، ويرى الأخباريون أن عدد الوقعات بين


(١) بالغ ابن دحية في تقدير أعدادهم حتى ذكر أنهم سبعمائة من أصحاب الشجرة وذلك لبيان أن الحق مع علي، ولكن ترجح موقف علي واضح لا يحتاج إلى هذه المبالغات (عبد الحميد علي ناصر: خلافة علي ١٨٨ - ١٨٩).
(٢) الطبري: تأريخ ٤: ٥٦٥ بإسناد منقطع.
(٣) أحمد: المسند ١: ٨٥، وأبو يعلى الموصلي: المسند ١: ٢٩٨.
(٤) ابن سعد: الطبقات الكبرى، تحقيق عبد العزيز السلومي (أطروحة دكتوراه بجامعة أم القرى، وهي قطعة ساقطة من المطبوع) ٢: ٦٣٨ - ٦٤٠ بدون سند.
والبلاذري: أنساب الأشراف ق ٥١ أ، وابن حجر: الإصابة ١: ٢٥٩ - ٢٦٠، وصالح العلي: امتداد العرب في صدر الإسلام ٩٨ - ٩٩، وعبد الحميد علي ناصر: خلافة علي ١٨٩ - ١٩٠.
(٥) ابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٢٩٤، وخليفة: التأريخ ١٩٣ بسند حسن.

<<  <   >  >>