للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعقب هذا الحوار خروج علي بنفسه إلى حروراء، ومحاورته الخوارج، حيث فهموا خطأ أنه يعلن توبته ويعود عن التحكيم، وهكذا وقعوا مرة أخرى في سوء الفهم فرجعوا إلى الكوفة على ظنهم الخاطئ فأقاموا يومين، فلما اتضح لهم في خطبة علي يوم الجمعة أنه لم يرجع على التحكيم والكفر!! خرجوا من المسجد وعلي يعلن آسفاً موقفه منهم: "لا نمنعكم صلاة في هذا المسجد، ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا" (١). لكنهم لم يقبلوا منه، وأخذوا يصيحون في أنحاء المسجد "لا حكم إلا لله" (٢). وحاول زعماءهم أن يثنوا علياً عن إرسال أبي موسى الأشعري إلى التحكيم، وأن يقودهم لقتال أهل الشام، فأبى عليهم نقض العهد مع الشاميين: "فارقنا القوم فلا يجوز نقضه" (٣).

وقد جرت محاورات أخرى من قبل الصحابة والتابعين مع الخوارج مما أدى إلى تقليص أعدادهم إلى أربعة ألاف فقط (٤). إلا أنهم اجتمعوا في دار عبد الله


الغليل ٨: ١١١ وصححه.
(١) - ابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٣٢٧ - ٣٢٨، والطبراني: الأوسط (مجمع الزوائد ٦: ٢٤٢ - ٢٤٣)، والطبري: تأريخ ٥: ٧٤، والبيهقي: السنن الكبرى ٨: ١٨٤ ويتقوى بمجموع طرقه إلى الحسن.
(٢) - ابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٣١٢ - ٣١٣ وصحح الألباني سنده (إرواء الغليل ٨: ١١٨ - ١١٩) وقارن برواية الطبري: التأريخ ٥: ٧٣ - ٧٤.
(٣) - البلاذري: أنساب الأشراف ٢: ق ١٦٣ أ- ١٦٤ أمدار الرواية على مجالد بن سعيد ليس بالقوي لكنه يصلح للمتابعات. .
(٤) - ابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٩١ - ٩٣ بإسناد حسن، والطبري: التأريخ ٥: ٩١ - ٩٣ والبيهقي: السنن الكبرى ٨: ١٧٩.

<<  <   >  >>