للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أم شباناً" (١)، ومحاسبة الولاة (٢) وفق مبدأ "من أين لك هذا"، ومنعهم من أذى الرعية، وفتح بابه أمام شكاوي الناس (٣). وتدوين الدواوين (٤)، وتعيين العرفاء على العشائر والقبائل (٥). وابتدأ التأريخ الهجري، وكان لا يستحل الأخذ من بيت مال المسلمين إلا حلة للشتاء وأخرى للصيف وناقة لركوبه وقوته كقوت رجل متوسط الحال من المهاجرين (٦)

وتدل خطبه ورسائله إلى الولاة والقادة على بلاغته العالية وبيانه الواضح مع الإيجاز المفيد والبعد عن الإطناب والإغراب والمبالغة، وتعبر بدقة عن شعوره العميق بالمسؤولية تجاه الدين والرعية، مع حسن التوكل على الله والثقة بالنفس (٧). وقد غلبت الدولة الإسلامية في عهده الفرس والروم وحررت الهلال الخصيب ومصر، ومصرت الكوفة والبصرة والفسطاط، ومازالت في صعود وامتداد. حتى اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر ليلة الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ٢٣ للهجرة، بعد خلافة دامت عشر سنين وستة أشهر (٨)، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة (٩).


(١) أحمد: فضائل الصحابة ١: ٣٥١ بإسناد صحيح.
(٢) أحمد: فضائل الصحابة ١: ٢٩٣.
(٣) ابن سعد: الطبقات ٤: ٢٨١.
(٤) أحمد: فضائل الصحابة ١: ٣٢٨، وابن سعد: الطبقات ٣: ٣٠٠ بإسناد صحيح، ويعقوب بن سفيان: المعرفة والتأريخ ٢: ٥٨.
(٥) المصادر السابقة.
(٦) أحمد: فضائل الصحابة ١: ٤٠٥، وابن سعد: الطبقات ٣: ٢٧٥ وإسنادهما صحيح.
(٧) محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة ٤٠٦ - ٥٢٨.
(٨) مسلم: الصحيح ١ - ٣٩٦ رقم ٥٦٧، وابن سعد: الطبقات ٣: ٥٦٣، وأبو نعيم: معرفة الصحابة ١: ٣٩١.
(٩) أبو نعيم معرفة الصحابة ١: ٥٩١.

<<  <   >  >>