للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة" (١). فلما توفيت فاطمة بايع علي أبا

بكر (٢). وقد تواتر عن على قوله: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر" (٣)

وصار علي أحد رجال الشورى المقربين في خلافة عمر، فكان "يشد من أزره ولا يبخل عليه برأيه، ويجتهد معه في إيجاد حلول للقضايا التي لم يرد فيها نص، وفي تنظيم أمور الدولة الفتية" (٤).

ومن أهم مشوراته موافقته لرأي عمر في عدم توزيع الأرض المفتوحة (٥) واقتراحه البدء بكتابة التاريخ الإسلامي ابتداء من الهجرة النبوية إلى المدينة (٦).

ولما استشهد عمر رضي الله عنه جعل علياً أحد الستة الذين يتألف منهم مجلس الشورى لاختيار أحدهم خليفة، وقد تمت البيعة لعثمان بن عفان، وبايعه


(١) البخاري: الصحيح (فتح الباري ٦: ١٩٧، ٧: ٤٩٣) ومسلم: الصحيح ٣: ١٣٨٠.
(٢) الحاكم: المستدرك ٣: ٧٦ وقال: صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي وإسناده صحيح، والبيهقي: السنن الكبرى ٨: ١١٣ بإسناد صحيح.
(٣) ابن تيمية: منهاج السنة ١: ٣٠٨ و ٦: ١٣٧ و ٧: ٥١١ - ٥١٢ وقال: إن طرقه تبلغ ثمانين طريقاً. وانظر البخاري: الصحيح (فتح الباري ٧: ٢٠).
(٤) عبد الحميد علي ناصر: خلافة علي بن أبي طالب- دراسة نقدية للروايات- ص٧٠. وانظر عن أمثلة ذلك: أحمد: فضائل الصحابة ٢: ٧٠٧ بإسناد صحيح، وأبا داؤد: السنن (بشرح الخطابي) ٤: ٥٨٨ بإسناد صحيح.
(٥) البخاري: الصحيح (فتح الباري ٦: ٢٢٤)، وابن زنجويه: الأموال ١: ١٥٨، ٢٢٣، ٢٢٦, ٢٣٠.
(٦) البخاري: التأريخ الكبير ١: ٩، والطبري: التأريخ ٤: ٣٨ - ٣٩ وصححه الحاكم والذهبي كما في المستدرك ٣: ١٤.

<<  <   >  >>