وحده، ولم يكن معه غيره، فأحدث الخلق بعده إظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق من إرادته، وحق في الأزل من كلمته، لا لافتقاره إليه وحاجته.
وأنه تعالى متفضل بالخلق والإختراع والتكليف، لا عن وجوب، ومتطاول بالإنعام والإصلاح، لا عن لزوم وله الفضل والإحسان، والنعمة والامتنان، إذ كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب، ويبتليهم بضروب الآلام والأوصاب، ولو فعل ذلك لكان منه عدلا، ولم يكن قبيحا ولا ظلما.
وأنه يثيب عباده على الطاعات، بحكم الكرم والوعد لا بحكم الاستحقاق واللزوم، إذ لا يجب عليه فعل، ولا يتصور منه ظلم، ولا يجب لأحد عليه حق ...
وحقه في الطاعات واجب على الخلق بإيجابه على لسان أنبيائه، لا بمجرد العقل، ولكنه يبعث الرسل، وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة، فبلغوا أمره ونهيه، ووعده ووعيده، فوجب على الخلق تصديقهم بما جاءوا به.