[إصلاح المجتمعات الإسلامية الحالية من الإنحراف والفساد عن طريق الدين]
من أمعن النظر في حياة المسلمين وجدها بحاجة ماسة إلى إصلاح جذري يشمل حياتهم كلها الفردية والجماعية الحكومة والدستور، والمناهج والبرامج، بل في كل شأن من شؤونهم، ويتغلغل في صميم أمورهم عن طريق الدين والأخلاق، لأنهم انحرفوا انحرافا شنيعا عن الإسلام والأخلاق الفاضلة قل من تراه متمسكا بهما ...
فشباب المسلمين غالبهم في الحانات والمواخر مع الفتيات يتعاطون الفحش والعهر علانية، وعلى مسمع ومرأى من الحكومة، والآباء لا يحركون ساكنا، بل الحكومة هي التي تنظم السياحة في القرى والأرياف للذكور والإنات يبيت بعضهم مع بعض، وهي التي تأمر باختلاط الجنسين مع المراهقين في التعليم وغيره كالمستشفيات والعامل ومكاتب الموظفين يرتكبون الموبقات والجرائم، ويتركون واجباتههم العملية، والويل لمن أنكر عليهم يتهم بالرجعية وعدم الذوق، فأصبحت نساء المسلمين خارجات عن آداب الإسلام، وعن الحياء الشرعي، مستخفات بأوامره، فيا له من منكر عظيم وشر مستطير أصاب المسلمين، بناتهم وأبنائهم يتعرضون للفتنة والفساد الكبير، وقد استوى في هذه الحالة الأمير والمأمور، والملك والوزير، والغني والفقير، والكبير والصغير، فلا الصغير يخاف من الكبير، ولا الكبير يستحي من الصغير ففحش وجور وظلم وقمار ولهو، وخمر وفسوق، وتهور وسفور وتبرج منكر، وخيانة وزور، وجهل وغرور، ونعم تصرف في المعاصي والفجور {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} فلا يخافون من الله ولا من الناس يستخفون، ولا من أنفسهم ينصفون تالله إنهم لمسرفون، وعن الحق يعزفون، وعن الصراط لناكبون، وفي طريق الضلالة يتيهون، فالله المستعان على ما يصفون، {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(سورة الاعراف).