١) توحيد الربوبية: الرب له أربعة معان: هو الإله والسيد، والمالك والمصلح، كل هذه الأسماء موجودة في رب العالمين، ومعنى العالمين أن يراد به كل موجود سوى الله. وتوحيد الربوبية هو الإقرأر بأن الرب خالق كل شيء مثل الخلق والرزق، والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور وإنزال الغيت ونحو ذلك.
وهذا النوع من التوحيد قد أقر به الكفار على عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يدخلهم في الإسلام قال تعالى:{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ}(سورة المؤمنون ٧٥). {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(سورة لقمان ٢٤).
يعترفون بأن هذه الأشياء خلقها الله ولكنهم لا يؤمنون به، ويعبدون أوثانا ويقولون تقربنا إلى الله زلفى. وليس للعالم صانعان متكافآن في الصفات والأفعال ...
والرب هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه، ثم يهديه إلى جميع مصالحه ومنافعه التي بها كماله وسعادته في الدارين يهديه إلى اجتناب المضار التي فيها فساده وهلاكه فيجتنبها. وهذا التوحيد توحيد الربوبية حق لا ريب فيه ... ففي القرآن الكريم مواضع كثيرة تنتظم هذا الإسم الجليل قال تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(سورة الفاتحة). وقال:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}(سورة الرعد ٣١).
وقال:{فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}(سورة هود ١٦١). وقال:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}(سورة الفرقان ٥٨). وقال:{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}(سورة المزمل ٨). إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ربوبيته.