للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المادي المباشر {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} جاءهم الطوفان فأغرقهم الله، ونجا نوح ومن آمن معه {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}.

[دعوة هود (عليه السلام)]

وهود عليه السلام كانت دعوته إلى قومه قريبة من دعوة نوح، ولكن فيها إشعار بأن الإنسان الذي يخاطبه هود قد كبر شيئا ما عن ذلك الإنسان الذي كان يخاطبه نوح، وأنه قادر- نسبيا- على أن يستنبط ويدرك فكان في دعوة هود إلى قومه الفات قريب الى بعض الظاهر المادية الملابسة لهم، والمتصفة بحياتهم، وأن ما هم فيه من نعمة إنما هو من عند الله الذي يدعوهم إليه {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ * أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة الأعراف) ...

الإنسان الذي يخاطبه هود قد ترقى عقليا نوعا ما فأصبح هود يذكره بفضل الله عليه، وأنه أخلف قوم نوح الذين أهلكهم الله بظلمهم، كما أن الله من على قوم هود ببسطة الأجسام وقوة الأبدان، وتلك نعم جديرة بأن يذكروها، ويذكروا المنعم بها، وفي هذا رشدهم وفلاحهم ...

وفي موقف آخر يهتف هود بقومه: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (سورة الشعراء).

<<  <   >  >>