معالم التوحيد في الأخلاق هو ألا يصدر الإنسان ولا يرد في سلوكه الشخصي، أو في سلوكه الاجتماعي إلا عن توجيه إلهي.
ومعالم التوحيد في النية أن يكون الإنسان في كل ما يأتي وما يدع قاصدا وجه الله تعالى، وأن تكون حياته كلها لله، وليست الحياة وحدها، وإنما الممات أيضا.
والتوحيد على العموم: هو أن يهب الإنسان نفسه لله في قيامه وجلوسه، في نومه ويقضته، في غضبه ورضاه، في صداقته وعداوته، في بيعه وشرائه، في عمله وراحته، في أفكاره وآرائه، في توجيهه وإشارته، في نصائحه وتحذيراته، في كل نفس يتنفسه، أو طرفة عين يطرفها.
وإن توحيد الإنسان هو أن تكون صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له ويقترب الإنسان من المثل الأعلى الإسلامي بمقدار قربه من هذه المعاني عقيدة وأخلاقا ونية، وقوله تعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} إنما يشير بنا إلى خلوصه من كل شائبة شرك سواء أكان الشرك في العقيدة، أم كان في الأخلاق والنية، والله سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك. فمن عمل عملا لله ولغيره فإن الله سبحانه بريء من عمله، وكذلك من اعتقد شريكا لله فالله بريء منه ..