الآخر فيتعلمون الفقه ويعلمون الجاهل، وإنما بعثت معلما وجلس إلى أهل الفقه" من كتاب (أدب الدنيا والدين) ...
وروى الإمام الغزالي في "الإحياء" عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل لأهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة.
والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلام من الأعداء، والزين عند الأخلاء، ويرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة، تقتفي آثارهم، ويقتدي بفعالهم وينتهي إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وأجنحتها تمسحهم، ويسغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه، وسباع (البر) وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصباح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلا في الدنيا والآخرة التفكير فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام، وهو إمام العمل والعمل تابع يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء" قال عليه الصلاة والسلام: "ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد" (١) أخرجه الترميذي ...
[المؤمن يتصف بالعزة]
قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} إن ذلة العبد لربه ذلة عز وحق لا باطل فيها فإن الخلق والأمر، والغنى والملك لله
(١) قال في المختصر- ضعيف- أسانيده ضعيفة، لكن يتقوى بعضها ببعض- انظر- الفوائد المجموعة- للشوكاني-