١) قال ابن كثير: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجانبه من شر كل شر، والعياذ يكون لدفع الشر، وطلب الخير، وهذا تمثيل، وإلا فما يقوم بالقلب من الالتجاء إلى الله، والاعتصام به، والانطراح بين يدي الرب والافتقار إليه، والتدلل لديه أمر لا تحيط به العبارة.
٢) كان الرجل من العرب إذا أمسى بواد، وخاف على نفسه قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يريد كبير الجن قال مجاهد. كانوا إذا هبطوا واديا يقولون نعوذ بعظيم هذا الوادي. فزادوا كفرا وطغيانا. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره فلما رأت الجن أن الانس يعوذون بهم من خوفهم منهم زادوهم رهقا أي خوفا وإرهابا وذعرا حتى بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذا بهم.
وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك" رواه مسلم.
٣) في هذا الحديث دليل على أن الله شرع لأهل الإسلام أن يستعيذوا بكلمات الله بدلا عما يفعله أهل الجاهلية من الاستعاذة بالجن ومعنى (التامات) كما قال القرطبي الكاملات التي لم يلحقها نقص ولا عيب كما يلحق كلام البشر، وقيل معناه الكافية الشافية قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقد نص الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا تجوز الاستعاذة بمخلوق ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يعرف معناها خشية أن يكون فيها استعاذة بمخلوق وذلك شرك، بل الله يعيذ المستعيذين ويعصهم من شر ما استعاذوا به.