من الأسباب التي لابد فيها للإنسان، وبهذه الأمور تهدى فطرة الإنسان الى أن هناك قوة فوق قوى البشر تسيطر على الإنسان وتخضعه لتصرفاتها فتأتيه بالخير من حيث لا يحتسب لحكمة لا يعلمها وترميه بالنوائب من حيث لا يقدر لسر يجهله ...
تلك قدرة الله الغالب على أمره، القائم على كل نفس بما كسبت الذي له الخلق والأمر، وهو أحكم الحاكمين، ذلكم هو القدر الذي ينبغي أن يتلقى الإنسان أحكامه بالرضا والتسليم والإمتثال، وإن رآها شرا، وبالحمد والشكر، وإن رآها خيرا، ذلكم هو القدر الذي يشير إليه الله سبحانه:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(سورة الحديد). ويقول تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(سورة التغابن). فلو تدبرنا هذه الايات حق تدبرها لوجدناها تنطق بالحق، وتشهد بالصدق، وتعلن في صراحة وجلاء أنه سبحانه يدبر الكون بعلمه وحكمته وقدرته ومشيئته فلا يقع فيه شيء إلا بإذنه لوجدنا فيها عزاء للذين تعتريهم الكوارث، وتمسهم النكبات إذ تنزل السكينة في قلوبهم وترد إليهم عازب الصبر، أو تلهمهم الرضا والتسليم .....
ولوجدنا فيها كذلك كبحا لجماح النفوس السادرة في غلوائها المدلة بما حولها ربها من الخير والنعمة التي يستهويها شيطان الغرور فينسيها شكر النعم وحمد المتفضل.
[امتحان]
يمتحن الله سبحانه عباده، وهو أعلم بهم لتنهض حجته عليهم وتنقطع أعذارهم، وتدحض حجتهم ولستوحي الصابر جزاء صبره، ويستحق الشاكر ثواب شكره قال تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}(سورة الأنبياء). وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ