للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بيان جملة من أنواع الشرك]

هذه الجمل تأتي على ألسنة الناس من غير أن يعلموا أنها شرك، فتحبط أعمالهم، ويخلدون في أعظم العذاب وأشد العقاب، ومعرفة ذلك واجبه، وقد قال بعض الأئمة: أن الردة تحبط الأعمال، وتبين منه زوجته، المرتد عن دينه هو الكافر بعد إسلامه، فمن أشرك بالله، أو جحد ربوبيته، أو صفة من صفاته، أو بعض كتبه، أو رسله أو سب الله إلى غير ذلك مما تذكره كتب الردة تشكل أنواعا من اعتقاد وقول وفعل واستهزاء.

فيتعين على كل مسلم أن يعرف القول أو الفعل الذي يؤدي إلى الكفر حتى يجتنبه ولا يقع فيه فيحبط عمله، ويلزمه قضاؤه، وتبين زوجته عند هؤلاء الأئمة، والشافعي رضي الله عنه يقول إن الردة إذا لم تحبط العمل لكنها تحبط ثوابه، فلم يبق الخلاف بينه وبين غيره إلا في القضاء فقط، فمن أنواع الكفر والشرك أن يعزم الإنسان عليه في زمن بعيد أو قريب، أو يعلقه باللسان أو القلب على شيء، فيكفر حالا، أو يعتقد ما يوجبه أو يفعل أو يتلفظ بما يدل عليه، سواء أصدر عن اعتقاد أو عناد، أو استهزاء، كأن يعتقد قدم العالم ولو بالنوع، أو نفي ما هو ثابت لله تعالى بالإجماع المعلوم من الدين بالضرورة كإنكار أصل علمه أو قدرته، أو كونه يعلم الجزء أو اثبات ما هو منفي عنه، وكذلك اللون، أو أنه متصل بالعالم أو خارج عنه ...

وكل من فعل فعلا أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر، وان كان مصرحا بالاسلام كالمشي إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير، أو يلقي ورقة فيها شيء من القرآن، أو علم شرعي، أو فيها اسم الله تعالى، بل أو اسم نبي أو ملك في نجاسة، أو قذر ظاهر كمني أو مخاط، أو بصاق أو يلطخ مسجدا بنجس، أو يشك في نبوة نبي، أو في إنزال كتاب كالتوراة، والإنجيل أو زبور داود، وصحف إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، أو في آية من القرآن مجمع عليها، وفي تكفير من يضلل الأمة، أو تكفير الصحابة رضوان الله عليهم، أو ينكر مكة، أو الكعبة، أو المسجد الحرام، أو ينفي صفة

<<  <   >  >>