للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان الله لم يعي بخلق السماوات والأرض ولا يزال يخلق ويرزق، ويحيى ويميت، فهل يستبعد بعد هذه المشاهدة المنظورة أن يعيد الخلق مرة أخرى {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} إن إنكار البعث وإعادة الحياة مرة أخرى بعد هذه الدلائل البينة في الأنفس والآفاق لا معنى لها ...

وأما الذين أنكروا البعث فرد الله عليهم بأن استبعادهم لا معنى له، لأنهم يجهلون عظمة الله وقدرته وعلمه وحكمته، وأنهم لا يبصرون في أنفسهم، فأنفسهم أدل الدلائل وأقوى الحجج على نفي ما ينكرونه من البعث، فالله أحياهم أولا، وأماتهم ثانيا، ولا تزال القدرة صالحة لإحيائهم مرة، وجمعهم مرة أخرى يوم القيامة، فأي استبعاد في هذا؟ ..

قال في شرح الطحاوية: (فالنشأتان نوعان تحت جنس يتفقان ويتماثلان من وجه ويفترقان ويتنوعان من وجوه. المعاد هو الأول بعينه، وإن كان بين لوازم الإعادة، ولوازم (البدء) فرق، فعجب الذنب هو الذي يبقى، وأما سائره فيستحيل، فيعاد من المادة التي استحال إليها، ومعلوم أن من رأى شخصا وهو صغير ثم رآه وقد صار شيخا علم أن هذا هو ذاك، مع أنه دائم في تحلل واستحالة، وكذلك سائر الحيوان والنبات، من رأى شجرة وهي صغيرة، ثم رآها كبيرة قال: هذه تلك، وليست صفة لتلك النشأة الثانية مماثله لصفة هذه النشأة حتى يقال: إن الصفات هي المغيرة، لاسيما أهل الجنة إذا دخلوها، فإنهم يدخلونها على صورة آدم عليه السلام طوله ستون ذراعا كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، وروي أن عرضه سبعة أذرع، وتلك نشأة باقية غير معرضة للآفات، وهذه النشأة فانية معرضة للآفات) اهـ.

[النفخات الثلاث]

النفخات ثلاثة: الأولى: نفخة الفزع وهي التي يتغير بها العالم قال تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، والنفخة الثانية: نفخة الصعق قال تعالى:

<<  <   >  >>